حماية الأرض والإنسان.. كيف دعمت جائزة الأمير طلال الحياة المستدامة؟


سلمى عرفة
الاحد 23 يوليو 2023 | 11:33 صباحاً

مع كل جهد يُبذل في تحسين حياة البشر، تتجسد العديد من المعاني والقيم الإنسانية السامية التي تُثبِت كيف يمكن عبر الجهود الصادقة، المساهمة في تغيير شكل العالم إلى مكان أفضل، يحيا فيه الجميع بكرامة وبدون تمييز.

بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- تأسس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" عام 1980، الذي اهتم بتحسين حياة البشر في شتى بقاع الأرض، وذلك قبل عقد كامل من إعلان الأمم المتحدة تقريرها الأول للتنمية البشرية.

اهتمامات الأمير طلال بن عبد العزيز بتنمية المجتمع، بدأت منذ مرحلة الشباب؛ إذ يرجع الفضل إليه في تأسيس أول مدرسة للفتيات في الرياض، خلال النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، علاوةً على أن له السبق في تأسيس أول مستشفى خاص في العاصمة السعودية أيضاً، لتكون النسبة الكبرى من عملها دون مقابل، قبل أن تؤول ملكيتها في النهاية إلى الدولة.

جائزة أجفند

من تعزيز دور المجتمع المدني إلى حماية الأطفال وتمكين المرأة والشباب ومواجهة الفقر ودعم الرعاية الصحية وغيرها من القضايا المحورية، عمل "أجفند" منذ اليوم الأول على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعم المؤسسات الأخرى التي تسير على ذات النهج.

انطلاقاً من هذا الدور، بدأ العمل لاحقاً على جائزة يتنافس في الحصول عليها أصحاب المشروعات والمبادرات التي تساهم في التنمية الإنسانية، وتمد يد العون إلى الفئات المهمشة التي تبنى الأمير طلال بن عبد العزيز الدفاع عن حقوقها في كافة المحافل.

وبالفعل انطلقت في عام 1999 تحت اسم جائزة أجفند الدولية لمشاريع التنمية البشرية الريادية، التي جرى ربطها في 2017 بأهداف التنمية المستدامة المعلنة من قبل الأمم المتحدة.

النسخة الأولى

مساحات شاسعة تفصل بين مثلث فلسطين والبرازيل والهند على خريطة العالم، لكن المشروعات الإنسانية القادمة منها اجتمعت معاً لتفوز بجوائز النسخة الأولى.

جائزة الفئة الأولى ذهبت إلى مشروع نفذته وكالة أونروا، وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، وركَّز المشروع على محاربة الفقر بين الفلسطينيين من خلال تقديم القروض الصغيرة.

بينما ذهبت جائزة الفئة الثانية إلى منظمة Awake التي عملت على تنمية المرأة الريفية في الهند، ثم الفئة الثالثة التي كانت من نصيب مؤسسة Amizade لإعادة تأهيل أطفال الشوارع والمشردين ودمجهم في المجتمع البرازيلي.

في عام 1999 انطلقت جائزة أجفند الدولية لمشاريع التنمية البشرية الريادية التي جرى ربطها في 2017 بأهداف التنمية المستدامة المعلنة من قِبل الأمم المتحدة

على مدار سنوات طويلة تالية، واصل "أجفند" تقديم الجوائز القيمة لمشروعات تنموية بارزة حتى وصل عدد الفائزين حتى الآن 83 فائزاً في قطاعات مختلفة.

قضايا الرعاية الصحية كان لها نصيب مهم من تلك الجوائز؛ فعلى سبيل المثال، حصل مشروع لمواجهة فيروس نقص المناعة "HIV" في زيمبابوي على جائزة الفئة الأولى في عام 2000، بينما خُصِّصت الجوائز الثلاث لعام 2008 لفكرة مواجهة الإعاقات البصرية وإعادة تأهيل المكفوفين التي قدمتها مؤسسات تعمل فيما يزيد على عشر دول.

مشروعات حماية الموارد البيئية وتخفيف أزمة المناخ، لا سيما في المناطق الهشة، حظيت بمكانة متميزة خلال الدورات السابقة للجائزة؛ فمن النيجر فاز مشروع لتعزيز إدارة المياه قدمته مؤسسة Enterprise Works Worldwide، ومن نيبال، فاز مشروع لدعم مشروعات الإسكان الصديق بالبيئة عن طريق البناء بالخيزران، وتوفير منازل آمنة للنساء من خلالها.

أما مؤسسة International Development Enterprise فطوَّرت مشروعاً لدعم صغار المزارعين، ومواجهة الفقر في المجتمعات الريفية بعشرة بلدان، بينما جرى تكريم مؤسسة "صلة" للتنمية بعدما نفذت مشروعاً لإدارة الآبار عن طريق الطاقة الشمسية لمواجهة أزمة ندرة المياه.

الأمير عبد العزيز بن طلال.. استكمال مسيرة العطاء

في حفل توزيع جوائز عام 2017، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- كلمة والده التي أكد فيها أن "السقف الزمني الذي حددته الأمم 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة هو مسؤولية جماعية تشاركية، والالتزام به واجب إنساني".

لكن بعد هذا الحفل بعام واحد وفي عام 2018، رحل الأمير طلال بن عبد العزيز -طيب الله ثراه- عن عالمنا ليتسلم الراية منه الأمير عبد العزيز بن طلال مواصلاً العمل على تحقيق تلك الأهداف التي أشار إليها، ويستمر "أجفند" تحت قيادته في دعم كل ما يخدم الإنسانية.

النشاط الإنساني والخيري لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بدأ قبل سنوات طويلة من رئاسته لبرنامج الخليج العربي للتنمية، وامتد في مناطق مختلفة من العالم، منها المؤسسة التي أطلقها الأمير عبد العزيز بن طلال، بالتعاون مع حرمه سمو الأميرة سُرى بنت سعود للتنمية الإنسانية؛ وهي منظمة مانحة تعمل على دعم المشروعات ذات الأهداف المستدامة.

في دورة 2021 لجائزة "أجفند"، ركزت الفئات الأربع للجوائز على الهدف الـ13 من أهداف التنمية المستدامة، وهو العمل المناخي، وفاز بها أربعة مشروعات، وهي الاستعانة بالطاقة المتجددة لتوفير الخدمات الأساسية في دولة توجو.

علاوةً على مشروع لدعم جهود النساء في مواجهة آثار التغير المناخي على الفئات الفقيرة، وهو المشروع الذي جرى تطبيقه في ثلاث دول، ومشروع لتعزيز عمليات الرصد والمتابعة لانبعاثات غازات الدفيئة، بينما ركزت الفكرة الرابعة على توفير المياه للمناطق الزراعية المقاومة لأزمة المناخ.

أما دورة 2023 التي لا يزال باب الترشح لها متاحاً حتى 15 ديسمبر المقبل، يدور موضوعها عن الهدف الـ15، وهو "الحياة في البر".