"إعلاميون من أجل البيئة".. مبادرة سودانية لإنعاش الكوكب


إسراء محمد
الاحد 16 يوليو 2023 | 08:42 مساءً
مبادرة إعلاميون من أجل البيئة
مبادرة إعلاميون من أجل البيئة

بعيداً عن المعارك، شقَّ سودانيون طريقاً موازياً لصوت الرصاص، ووضعوا صوب أعينهم حق الكوكب في الحياة، فآمن أبناء مبادرة "إعلاميون من أجل البيئة" بأهمية حمل أمانة الأرض وتسليمها إلى الأجيال القادمة.

السودان رغم معاناته وآلامه التي زادت المعارك من أوجاعها، أفسح أبطال البيئة فيه الطريق الأخضر للعاملين ضمن المبادرة من أجل الاستمرار في مهمتهم، لكن في مناطق لم يصلها دخان البارود بعد.

مبادرة سودانية غير ربحية تستهدف الوصول إلى حياة صديقة للبيئة، أطلقتها مجموعة من الكوادر الجادة لرفع الوعي البيئي للشباب والطلاب بالمدارس، باعتبارهم الجيل القادم، وهم أكثر فئة يمكن أن تساهم في التخفيف من الأعباء على كوكب الأرض، وتمنحهم المعلومات اللازمة من خلال أدوات فعَّالة، كالمعارض والمنتديات والتدريب، بالشراكة مع مؤسسات اجتماعية.

مبادرة إعلاميون من أجل البيئةمبادرة إعلاميون من أجل البيئة

بدأت "إعلاميون من أجل البيئة" فكرةً في عام 2012، ثم أصبحت نشاطاً واقعياً في عام 2016، وسُجِّلت رسمياً بمفوضية العون الإنساني في عام 2018، وتضم في عضويتها مجموعة من التخصصات العملية والعلمية والبحثية والأكاديمية وأطباء ومهندسين وبيئيين وطلاب جامعات، وهدفها هو إحداث تغيير إيجابي؛ لخلق جيل يتمتع بالنضج البيئي.

مبادرة إعلاميون من أجل البيئة

معارض خضراء

مسؤول النشر والإنتاج الفني داخل مكتب الإعلام في مبادرة "إعلاميون من أجل البيئة" عبده كروم، قال لـ"جرين بالعربي" إن هدفهم توضيح الأدوات التفاعلية للمبادرة، مُسلِّطاً الضوء على "المعارض" باعتبارها واحدة من الوسائل التفاعلية التي يحبها الشباب.

ويُشير إلى معرضَين أساسيَّين؛ أولهما "ظلال وهجير" الذي يتناول قضايا الغابات والأشجار ودورها في حياة الإنسان، وعلاقتها بالحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي. أما المعرض الآخر فعن الطيور المستوطنة في السودان، باعتبارها مؤشراً على التنوع البيئي، كما أنها مقصد سياحي لندرة أنواعها.

المبادرة السودانية تعمل في مناطق بعيداً من المعارك بعد ظهورها فكرةً في عام 2012 ثم نشاطاً واقعياً في 2016 قبل تسجيلها رسمياً بمفوضية العون الإنساني في عام 2018

كروم ذهب إلى أن هناك معارضَ مستقبليةً مثل معرض "الغربال" لمناقشة قضايا النفايات، و"جوف الأرض" لتناول قضايا التعدين وآثاره السلبية، و"وهج" للحديث عن الطاقات البديلة، وإلى أن المبادرة تشارك أيضاً في معارض قومية، مثل معرض الزهور السنوي، وأعياد التشجير والأيام العالمية، بالشراكة مع بعض المؤسسات.

ويجري التنسيق مع الجامعات والمدارس والأندية الثقافية لإطلاق معارض بيئية للتوعية بأهمية النضج البيئي وتأثيره على مستقبلهم؛ لأنهم بحاجة إلى العيش في بيئة صحية غير مهددة بالانبعاثات.

"وعي نقوده معاً" هو شعار المبادرة منذ انطلاقها، حتى لا تنسى العائلات السودانية أن الوعي ليس مجرد فكرة فردية، بل عمل جماعي، ينبغي أن يُشارك فيه الجميع لكي يتحقق على أرض الواقع.

مبادرة إعلاميون من أجل البيئة

وسائل إعلامية مستدامة

تطورت المبادرة واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تخرج إلى النور، من خلال صحيفة إلكترونية بعنوان "سنطة"، وسميت بهذا الاسم نسبةً إلى واحدة من الأشجار المحلية، التي تنمو ضمن الغابات النيلية في السودان.

وتتناول المجلة القضايا البيئية والتنمية المستدامة، وتَصدُر عن مبادرة "إعلاميون من أجل البيئة"، وتُعَد الأولى من نوعها في السودان؛ ما يُساهِم في رفع مستوى الوعي البيئي والتنموي للقُرَّاء والباحثين والناشطين البيئيين.

"كروم" أكد أن المبادرة توسَّعت، وأصبح هناك برنامج إذاعي باسم "ساعة بيئية"، يُذاع على موجة FM100؛ لمناقشة القضايا البيئية من خلال استضافة أحد الخبراء المختصين بالشأن البيئي.

وتوجد مساهمة أخرى من خلال برنامج "سبت أخضر" بالإذاعة نفسها، وهي واحدة من الإذاعات المسموعة والمحببة لكل السودانيين، ولديهم أيضاً صفحة في جريدة "التيار السودانية" بعنوان التيار البيئي.

مسابقة بيئية

ولتشجيع الطلاب على الاهتمام بالبيئة، اتفق المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية مع مبادرة "إعلاميون من أجل البيئة" والهيئة القومية للغابات لتنفيذ مسابقة لطلاب المدرسة الثانوية لاكتشاف مدى استيعابهم عناصر البيئة من حولهم، ورؤيتهم لحل المشاكل البيئية وربط البيئة المحلية بنظيرتها العالمية، ونفَّذت المبادرةُ المسابقةَ في خمس ولايات سودانية، وتَقدَّم لها أكثر من 1000 مشترك.

يجري التنسيق مع الجامعات والمدارس والأندية الثقافية لإطلاق معارض بيئية للتوعية بأهمية النضج البيئي وتأثيره على مستقبلهم لأنهم بحاجة للعيش في بيئة صحية غير مهددة بالانبعاثات

شملت المسابقة حملات توعية وتكوين معرفي وتعزيز الوعي بالمدارس المستهدفة، من خلال وسائل مختلفة: عروض وأفلام قصيرة ومحاضرات ورسائل مصورة ومطبوعات ومعارض. وتضمنت مجالات المسابقة، التصوير الفوتوغرافي وكتابة الموضوعات والقصة القصيرة والرسم والشعر.

وتمثلت النتائج في غرس أشجار ومعرفة طرق حمايتها والمحافظة عليها، وإنتاج أكثر من 500 عمل فني متنوع في مجال البيئة، وتأكيد أهمية حماية التنوع الحيوي، خصوصاً حماية الحيوانات البرية والبحرية ونباتات الغابات والمراعي والأحياء الدقيقة والطيور، والتعريف بقضايا التصحر، وبخاصة المتعلقة بتلوث النيل ونفوق الحيوانات وتدهور الأراضي، ومن أهدافها الهامة أيضاً التوعية بالتغيرات المناخية وتأثيرها على حياة الشعوب.