المنازل الدائرية صديقة الطبيعة.. مبانٍ خضراء لمواجهة الأعاصير والطقس المتطرف


مروة بدوي
الاربعاء 08 يناير 2025 | 03:29 مساءً

مع تزايد حدة الأعاصير حول العالم بفعل أزمة المناخ، بات يبحث الجميع عن حلول معمارية تصمد أمام العواصف المتوحشة، منازل تكون أكثر مرونة في مواجهة الطقس المتطرف لحماية الأرواح وتقليل الخسائر في الممتلكات. 

منازل مقاومة للعواصف

تحظى المنازل المقاومة للعواصف باهتمام كبير داخل الولايات المتحدة، حيث تعد الأعاصير المدارية الأعلى تكلفة سواء بشرياً أو مادياً مقارنة بالكوارث المناخية الأخرى، فالأعاصير مسؤولة عن أكبر عدد من الوفيات يقدر بحوالي 7 آلاف أمريكي منذ عام 1980، حسب بيانات الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).

وظهرت العديد من شركات البناء التي تهتم بالمنازل المقاومة للأعاصير، من بينها شركة أمريكية  نجحت على مدى العقود الثلاثة الماضية في بناء آلاف المنازل التي صمدت أمام الأعاصير القوية في جميع الولايات الأمريكية، وفي أكثر من 30 دولة حول العالم.

يقول البروفيسور لاندولف رود بارباريجوس، الأستاذ في قسم الهندسة المدنية والبيئية بجامعة ميامي الأمريكية، إن هذا النوع من العمارة المقاومة للتغيرات المناخية يمكن أن ينقذ الأرواح في مواجهة الطقس المتطرف، ونحن بحاجة إلى استكشاف المزيد من المنازل المرنة التي تتكيف مع ظروف كل بيئة.

المنازل الدائرية 

 رئيس الشركة أوضح، لموقع "بي بي سي"، أن نجاح الشركة يعود إلى تصميم المنازل بشكل يتعاون مع الطبيعة وليس ضدها، بمعنى أنها لا تقاوم تدفق الرياح حولها على عكس المنزل العادي ذو الحواف، والذي يشبه الصندوق مع سقف مسطح، ويمثل عقبة لا تسمح بتدفق الرياح.

وركزت الشركة على التصاميم الدائرية التي تشبه القباب، لأن الشكل الدائري يجعل المبنى أكثر انسيابية، مما يؤدي إلى إعادة توجيه الرياح وتقليل الضغط على المنزل بمقدار 30% مع تخفيض قوة الرياح، كما أن التصميم الدائري يعني أن المنزل يمكنه امتصاص وتوزيع الطاقة بشكل أفضل من المنزل التقليدي. 

ويشير  رئيس الشركة أنه خلال الإعصار توجد مشكلتان هما الرياح والفيضانات، وربما يأتي الخطر الأكبر من  الماء؛ لذا تُبنى المنازل على ركائز مرفوعة عالياً عن الأرض لتجنب الفيضان، مع تزويدها بفتحات تهوية تسمح بدخول المياه لمعادلة الضغط.

ومن أجل تقليل التعرض للفيضانات، يتم رفع الطرق أيضاً وتصميمها لتوجيه الأمطار المتراكمة بعيداً عن المنازل، بحيث يتدفق الماء بشكل طبيعي عبر البيئة المحلية.

ويعلق "لينتون" بأن مياه الأمطار سوف تنساب حيثما تريد، وإذا حاولنا أن نتحدى الطبيعة فسوف نخسر مراراً وتكراراً؛ لذا علينا أن نترك المياه تنساب دون قيود، لكن في نفس الوقت نعمل على توجيهها إلى الأراضي الرطبة والمستنقعات والحدائق ومواقع النباتات المحلية، فهذه الأماكن قادرة على إدارة المياه أثناء هطول الأمطار الغزيرة بشكل طبيعي، مما يقلل من خطر غمر المنازل.

البناء الأخضر 

ومع نجاح هذه التصاميم؛ بدأت الشركات تركز أيضاً على البناء الأخضر، مما يجعل المنزل أكثر مرونة في مواجهة الطقس المتطرف، وأكثر صداقة للبيئة في نفس الوقت؛ مع استخدام الألواح الشمسية المثبتة بشكل محكم والأجهزة الموفرة للطاقة، واعتماد طرق عزل عالية الجودة تقلل الحاجة إلى تكييف الهواء، ومواد البناء المعاد تدويرها بجانب زيادة المساحات الخضراء التي تمتص الكربون.

تطلق المباني حوالي 38% من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري سنويا، بسبب استهلاك الطاقة والانبعاثات والتلوث؛ لذلك يُعد بناء المنزل أحد أهم الطرق لتقليل البصمة الكربونية.

ومازال مطورو الإسكان يعملون على تصميم مبانٍ مرنة وقابلة للتكيف مع المناخ ومستدامة في نفس الوقت، وأثبتت الشركات التي تبنت فكرة المنازل الدائرية التي لا تقاوم الطبيعة بل تتكيف مع حركة الرياح، أنها تصاميم فعالة وقادرة على مواجهة الأعاصير، ويمكن اعتبارها نماذج ملهمة للمعماريين حول العالم.