المرض والسياسة و"الوعود الفارغة".. من هم أبرز الغائبين عن "COP 29"؟


سلمى عرفة
الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 | 08:55 مساءً
مصدر الصورة: Dean Calma / CC BY 2.0
مصدر الصورة: Dean Calma / CC BY 2.0

تتزايد وتيرة الكوارث الطبيعية الناتجة عن التغيرات المناخية، ويزداد الاهتمام بالفعاليات التي تعمل على حشد الجهود لإنقاذ الأرض التي يتسارع معدلات حرارتها، وعلى رأسها مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "COP"، الذي تنعقد النسخة التاسعة والعشرين منه هذا العام في العاصمة الأذربيجانية باكو.

على خلاف "COP 28" الذي انعقد العام الماضي في مدينة دبي الإماراتية، وسجل حضوراً غير مسبوق، بأكثر من 80 ألف شخص، من مختلف أنحاء العالم، تتوالى الأنباء عن أسماء الشخصيات البارزة التي قررت عدم المشاركة في النسخة الجديدة.

وعود فارغة

وقررت دولة باباوا غينيا الجديدة، الواقعة جنوب المحيط الهادئ، عدم المشاركة في "COP 29"، احتجاجاً على بطء الدول الكبرى في دعم ضحايا التغيرات المناخية.

جاستن تكاتشينكو وزير خارجية الدولة الجزرية، التي يسكنها ما يزيد عن 10 ملايين شخص، فسر موقف بلاده، قائلاً: "لم نعد نقبل بالتراخي، والوعود الفارغة، بينما يعاني شعبنا من العواقب الوخيمة للتغيرات المناخية، واصفاً المحادثات التي لن تشارك بها غينيا بـ«محض مضيعة للوقت»"، حسبما نقل موقع يورونيوز.

الدولة التي تحيط بها المياه مُصنفة ضمن أكثر البلدان هشاشة في مواجهة الآثار الناتجة عن الاحتباس الحراري، وعلى رأسها ارتفاع مستوى سطح البحر، لكنها على الجانب الآخر، تعد لاعباً هاماً في جهود مواجهة الأخطار البيئية.

بحسب بيانات البنك الدولي، فإن ما يقرب من 80% من مساحة اليابسة في بابوا غينيا الجديدة مغطاة بالغابات، كما تمتلك ثالث أكبر غابة مطيرة في العالم.

لكن قرار الانسحاب لم يرق للجميع، ومن بينهم الناشطة البيئية  فينزيلهير أنجو نين، التي رأت، في تصريحات نقلتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن قرار عدم الحضور سيضيع عليهم فرصاً هامة للحصول على تمويل.

غيابات بالجملة

نسخة العام الجاري تتزامن مع زحام من الأحداث المختلفة، والتي دفعت العديد من قادة الدول والمؤسسات الدولية إلى اتخاذ قرار بعدم المشاركة، وإرسال من ينوب عنهم.

على سبيل المثال، قررت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الغياب عن قمة "باكو" في الوقت الذي تستعد فيه لبدء ولايتها الجديدة التي ستنطلق في الأول من ديسمبر المقبل، وكشف أحد المتحدثين باسمها، في تصريحات لموقع "يورونيوز" إنها لن تحضر للتركيز على مهامها المؤسسية.

مصدر الصورة: AFPمصدر الصورة: AFP

ورغم عمله الطويل في مجال مواجهة التغير المناخي، يغيب ملك بريطانيا تشارلز الثالث عن المؤتمر بسبب خضوعه للعلاج من السرطان، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز" في أكتوبر الماضي.

الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، يغيب كذلك للعام الثاني على التوالي عن مؤتمر "COP"، وسيقود الوفد الأمريكي مستشاره لشؤون السياسة الدولية المتعلقة بالمناخ جون بوديستا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ القرار نفسه، وسيمثل "موسكو" في المؤتمر رئيس وزراء الحكومة ميخائيل ميشوستين، بالتزامن مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.

كما يغيب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسط ترجيحات بأن السبب هو تراجع العلاقات بين باريس وباكو على خلفية نزاع الأخيرة مع أرمينيا.

كما قرر المستشار الألماني أولاف شولتس الغياب جراء الأزمة السياسية التي شهدتها بلاده قبيل انعقاد المؤتمر، بانهيار الحكومة إثر تفكك الائتلاف الحاكم، حسبما نقل موقع "بلومبرج".

شخصيات غائبة

لكن الأمر لا يقتصر على قادة السياسة فحسب، بل هناك العديد من الشخصيات الهامة في عالم المال والأعمال قررت الإحجام عن المشاركة، رغم تصدر قضايا التمويل أولويات نسخة هذا العام.

صحيفة "فاينانشال تايمز" نشرت، في أكتوبر الماضي، تقريراً رجحت فيه غياب العديد من رؤساء المؤسسات الاقتصادية من بينهم "بنك أوف أمريكا" ثاني أكبر البنوك في الولايات المتحدة الأمريكية، وشركة "بلاك روك" وهي أضخم شركة لإدارة الأصول حول العالم، و"دويتشه بنك" أكبر بنك خاص في ألمانيا، ومؤسسة "لويدز لندن" للتأمين، والتي تعتبر إحدى المؤسسات الهامة فيما يخص الاقتصاد الأخضر.

وفقاً للصحيفة، تنوعت أسباب قرارات عدم المشاركة بين "صعوبات لوجستية"، وبين رؤية المؤسسات الاقتصادية عدم وجود فرص كافية للتشبيك مع العملاء، مقارنة بنسخة "COP 28"، علاوة على موعد النسخة الجديدة والتي تنعقد بعد أيام قليلة من الانتخابات الأمريكية التي نالت القدر الأكبر من الاهتمام.

مسؤول بأحد المؤسسات التي لم تذكر الصحيفة اسمها، والذي لم يكن قد حسم بعد قرار الحضور من عدمه، شبه الأمر بالحفل الذي لا ينبغي الحضور إليه، إلا إذا كان جميع الأطراف حاضرة.