تحت شمس حارقة أو سماء ماطرة بفعل التطرُّف المناخي، تشقُّ صناعات مختلفة طريقها من بوابة الاحتباس الحراري، لتفتح لنفسها أسواقاً عالميةً تدر عليها مليارات الدولارات. ومن هنا، كان الصعود غير المسبوق لقطاع بيع المظلات أو "الشمسيات"؛ صيفاً وشتاءً، وبمختلف أحجامها.
أصبحت المظلات في الوقت الحاضر من الإكسسوارات التي لا بد من اقتنائها؛ لاستخدامها في مناسبات مختلفة، مثل المشي ولعب الجولف تحت المطر، والزفاف والاحتفالات الدينية وغير ذلك؛ إذ باتت متوافرة بتصميمات معاصرة ومختلفة، مقترنة بجماليات وألوان نابضة بالحياة.
من ناحية أخرى، تُستخدَم المظلات على نطاق واسع في التصوير الفوتوغرافي. وهذه الأنواع لها جانب عاكس على السطح الداخلي للمظلة الذي يستخدمه المصورون كجهاز نشر مع الإضاءة الاصطناعية. علاوةً على ذلك، تَستخدِم العديد من الشركات المظلات في الأماكن العامة للترويج لعلامتها التجارية؛ ما جعل التوقعات تتزايد بشأن نمو السوق العالمية لتلك الصناعة.
يُتوقع زيادة قيمة سوق المظلات العالمية إلى أكثر من سبعة مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2025 لتُحقِّق بذلك معدل نمو سنوي مُركَّب يبلغ نحو 2٪
زيادة المبيعات
من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق المظلات العالمية أكثر من سبعة مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2025، محققةً معدل نمو سنوي مُركَّب يبلغ نحو 2٪ خلال الفترة المتوقعة 2019-2025، بحسب دراسة أجراها (Research Nester) مزود أبحاث السوق الاستراتيجية لمساعدة الصُنَّاع العالميين والمستثمرين على اتخاذ قرارات حكيمة لاستثماراتهم في المستقبل.
وتنقسم سوق المظلات العالمية الشاملة إلى خمس مناطق رئيسية: أمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا والمحيط الهادئ، وأمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط وإفريقيا، فيما يتوقع احتفاظ سوق المظلات بأمريكا الشمالية بأكبر حصة بنهاية فترة التوقعات.
ويُعزَى نمو السوق إلى الطلب المتزايد على المظلات من دول مثل الولايات المتحدة المُصنَّفة واحدةً من المستوردين الرئيسيين للمظلات على مستوى العالم. وبحسب إحصائيات مركز التجارة الدولية، فقد زادت الواردات الأمريكية من المظلات من 440.625 ألف دولار في عام 2010 إلى 553.451 ألف دولار في عام 2019.
قائمة تصنيفات مستوردي المظلات تشمل كندا أيضاً بأمريكا الشمالية. أما في الشرق الأوسط وإفريقيا، فتتصدر دول مجلس التعاون الخليجي القائمة، تليها جنوب إفريقيا من حيث الأسواق الأكثر نموّاً، ثم تتوالى دول الشرق الأوسط.
مظلات مستدامة
ومع التوسع التجاري لمنتجات المظلات عالمياً، اتجهت شركات كبرى إلى حماية المحيطات والبحار من التلوث، عبر إنتاج مظلات أو شمسيات من مواد بلاستيكية مُعَادِ تدويرُها من المحيطات؛ حيث اعتمدت شركة (Dri) تلك السياسة بإنشاء خط إنتاج يستند إلى مقبض يدوي من الخيزران مدعم بعمود حامل لجسم المظلة مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ، لتصبح أكثر استدامةً ومتانةً من نظيرتها العادية.
سنويّاً، تبتلع المحيطات 33 مليار رطل من البلاستيك؛ جزء منها ناتج عن الاستهلاك السريع للمظلات على الشواطئ وإلقائها. وهذه الأزمة منتشرة بكثافة في بلدان آسيوية تعتمد على سياحة الشواطئ، مثل تايلاند وفيتنام وكمبوديا؛ ولذلك تتزايد أهمية إعادة إنتاج تلك المواد في إنتاج (المظلات المستدامة).
ولم تتوقف الابتكارات عند هذا الحد، بل سارعت شركات إيطالية، على غرار Sammontana، إلى إنتاج مظلات تستخدم الألواح الكهروضوئية القابلة للطي لتجميع أشعة الشمس، التي يمكن استخدامها بعد ذلك لمجموعة متنوعة من الأغراض، بما في ذلك تبريد الأجواء، وشحن الهواتف وآلات الطاقة، سواء في المطاعم أو المقاهي أو المنتزهات، وجميعها من تصميمات Parelio.
تبتلع المحيطات 33 مليار رطل من البلاستيك سنويّاً؛ جزء منها ناتج عن الاستهلاك السريع للمظلات على الشواطئ وإلقائها. وهذه الأزمة منتشرة بكثافة في بلدان آسيوية تعتمد على سياحة الشواطئ، مثل تايلاند وفيتنام وكمبوديا؛ لذلك تتزايد أهمية إنتاج المظلات المستدامة
لكن اليابان قدمت – كعادتها – نموذجاً فريداً من نوعه بعد لجوء إحدى الشركات الكبرى فيها لتقديم مظلات مجانية مُعَادٍ تدويرُها خلال فصل الصيف في البلاد، على أن يُعِيدها المستخدم بمجرد انتهائه من حاجته لها في أقرب وقت.
موقع "اليابان اليوم" أعطى لمحة عن مبادرة شركة المشروبات المحلية "ديودو" التي قررت توفير مظلات في ماكينات البيع التابعة لها للاحتماء من صيف اليابان الرطب، الذي تتزايد فيه فرص العواصف الرعدية، وهي التجربة التي أطلقتها في عام 2015.
ورغم طرح مقترحات على الشركة بتقديم (مظلات للإيجار) تكون مقابل استخدامها فترةً محددةً ثم إعادتها؛ رفضت الشركة وقرَّرت تقديمها مجاناً، لكن شريطة إعادتها إلى ماكينة بيع المشروبات بمجرد انتهائهم من استخدامها. وحققت التجربة نجاحاً كبيراً، ووسَّعت من ماكيناتها المُوفِّرة لتلك المظلات.