العنصرية البيولوجية.. هل علينا تغيير أسماء الحيوانات لحمايتها من الانقراض؟


مروة بدوي
الاحد 14 يوليو 2024 | 12:10 صباحاً
التنوع البيولوجي
التنوع البيولوجي

جزء كبير من أزمة تعامل الإنسان مع الكائنات الحية يَكمُن فيما يعتقد به من خرافات، والمعلومات الصحيحة التي يجهلها عن كل حيوان؛ لذا فإن الثقافة الشعبية والمفاهيم المجتمعية تلعب دوراً كبيراً في عمليات صون التنوع الأحيائي.

هناك عدة حيوانات ونباتات قد تتعرَّض للانقراض بسبب استهلاكها في الطب الشعبي أو بسبب الخرافات والقصص المروية عنها، رغم عدم صحتها؛ ما يُعرِّضها للخطر؛ الأمر الذي من الممكن أن يهدد النظام البيئي ككل.

مبادرة أمريكية

تأخذ المنظمات البيئية على كاهلها التصدي لهذه المفاهيم وتغيير الصورة الذهنية عن هذه الكائنات، ومن هذه المؤسسات الهامة جمعية "علم الطيور" الأمريكية، التي تضم بين أعضائها مجموعة من علماء الطيور المحترفين.

وأطلقت الجمعية مبادرة تعهدت فيها بتغيير الأسماء لعدد من أنواع الطيور في الولايات المتحدة وكندا، وهي الأسماء التي تحمل طابعاً مسيئاً وإقصائياً.

وقالت رئيسة جمعية علم الطيور الأمريكية كولين هاندل، إن الاسم بشكل عام يعكس مدلولاً ومعنى؛ لذلك يجب أن يتمتع بأهمية خاصة، لافتةً إلى أن بعض أسماء الطيور ترتبط بالماضي، وإشاراتها سلبية وضارة.

وأكدت "هاندل" أن العالم بحاجة إلى تركيز الاهتمام على السمات الفريدة وجمال الطيور نفسها، بدلاً من الإقصائية.

عصفور الجنرال

وضربت "هاندل" مثالاً بطائر McCown's longspur، الذي يعيش في قارة أمريكا الشمالية، ويحمل اسم الجنرال الأمريكي John P. McCown أحد جنرالات جيش الولايات الكونفدرالية في الحرب الأهلية الأمريكية، أو جيش ولايات الجنوب الذي كان يدعو إلى نظام الرق، ويتوسع في سُخرة العبيد داخل الولايات المتحدة، ومن ثم يعتبر اسم هذا الجنرال إشارةً إلى رابط مؤلم في تاريخ أمريكا.

التنوع البيولوجيالتنوع البيولوجي

أهداف المبادرة

تهدف المبادرة إلى القضاء على التحيز التاريخي أو العنصرية والكراهية في عالم الطبيعة، وتوجيه التركيز إلى الطيور وتنوعها وجعل البشر من جميع الأجناس والخلفيات يحافظون عليها، ويسعون إلى حماية التنوع البيولوجي دون إقصاء.

وتخطط المنظمة لإنشاء لجنة خاصة من أجل إعادة تسمية نحو 80 نوعاً من الطيور في الولايات المتحدة وكندا، مع الحفاظ على الأسماء العلمية للطيور دون تغييرها في إطار المبادرة.

تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المبذولة بالعالم كله، بعد تعرُّض الكائنات الحية لخطر الانقراض؛ فعلى سبيل المثال فقدت الولايات المتحدة وكندا 29% من أعداد الطيور لديهما على مدار الخمسين عاماً الماضية، وهو ما يَصِل إلى 3 مليارات طائر، وفقاً لتقرير شبكة CBS NEWS.

العالم العربي

ما يحدث في العالم ليس بعيداً عن الدول العربية التي تتعرض فيها الكائنات الحية للخطر، مثل الضبع المخطط الذي يعاني من الاضطهاد البشري؛ بسبب الفولكلور العربي الذي يعتبره رمز الغدر والسحر، حتى بات الضبع المخطط مهدداً بالانقراض، وجرى إدراجه ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).

التنوع البيولوجيالتنوع البيولوجي

وتحتاج هذه الكائنات إلى المساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى وبكل الطرق من أجل تغيير المفاهيم السلبية وثقافة الإقصاء ضدها، حتى لو بتغيير أسمائها القديمة إلى أخرى جديدة أكثر قبولاً، وبعيدة عن المعتقدات القديمة، بهدف توحيد الجميع حول حماية الكائنات الحية والتنوع البيولوجي.. ألم يحن الوقت لتغيير أسماء حيوانات عربية مثل" أم أربعة وأربعين"؟!