مبرد هواء في جيبك.. الموضة تكافح التغير المناخي بـ"ملابس مكيفة"


سلمى عرفة
الاربعاء 10 يوليو 2024 | 09:17 مساءً
مصدر الصورة: AFP / Getty Images
مصدر الصورة: AFP / Getty Images

جاء يوم الحر الذي لا يطاق؛ إذ نعيش اليوم مع درجات حرارة غير مسبوقة يعيشها العالم؛ ما وضع البشر أمام خيارات صعبة للتعامل مع الأزمة، ومن بينها ارتداء ملابس ملائمة تناسب هذه الأجواء القاسية.

بات على البشر الذين تسببوا في تلك الظاهرة التكيف مع الواقع الجديد، في كافة تفاصيل حياتهم، ومن بينها الملابس، ولكن هذه المرة ليس في اختيار الخامات فحسب، بل في ابتكار تقنيات جديدة تمكننا من مواجهة من الطقس الحار، لا سيما لمن يعملون في الأماكن المفتوحة.

فكرة الملابس المزودة بتقنيات التبريد ليست جديدة؛ إذ يباع العديد من أنواعها على الإنترنت منذ سنوات طويلة، لكن التغير المناخي شجع العديد من الباحثين والشركات الناشئة في مناطق مختلفة في العالم على ضخ المزيد من الاستثمارات في هذا المجال، وبحث كيفية إنتاجها على نطاق واسع.

NipponNippon

التحكم في درجات الحرارة

إحدى المحاولات العلمية لتطوير تقنيات تبريد الملابس شهدتها جامعة كاليفورنيا-سان دييغو بالولايات المتحدة الأمريكية بابتكار جهاز "كهروحراري" صغير الحجم، يمكن تزويد الملابس به، كما يمكن تشغيله وفقاً لدرجة الحرارة التي يحددها المستخدم، حسبما نقل موقع "بلومبرج".

ويعمل الجهاز الذي ابتكره البروفيسور رينكون تشين من خلال بطاريات أيونات الليثيوم التي يُعاد شحنها، ويمكنه خفض درجة حرارة بشرة الإنسان بما يصل إلى 10 درجات مئوية، ويتوقع الباحث أن ينخفض سعره من بضعة آلاف من الدولارات إلى نحو 200 دولار فحسب إذا ما جرى إنتاجه على نطاق واسع.

مصدر الصورة: Mahesh Kumar A./APمصدر الصورة: Mahesh Kumar A./AP

في تصريح للموقع، يقول "تشين": " في الوقت الذي يُمثل فيه خفض الانبعاثات الكربونية أمراً حيوياً، علينا كذلك أن نجد وسائل للتكيف مع التغير المناخي؛ لأن هناك أياماً أشد حرارة قادمة بالتأكيد".

ومن المتوقع أن يصل متوسط زيادة درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية أو قد يتجاوزها، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة خلال الفترة بين عامي 2021 و2040، وفقاً للتقرير السادس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

مخاوف بيئية

لكن فكرة الاعتماد الواسع على تلك البطاريات تثير كذلك مخاوف بيئية؛ فعمليات استخراج الليثيوم من الصخور والمياه الجوفية ينتج عنها العديد من الأضرار؛ فإنتاج طن واحد من العنصر الكيميائي يتطلب تبخير كميات كبيرة من المياه.

ووفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن يرتفع حجم الطلب العالمي إلى ما يزيد عن 3 ملايين طن متري من الليثيوم بحلول عام 2030، بالتزامن مع تصاعد سوق النقل الكهربائي.

الطاقة الشمسية وتبريد الملابس

طريقة أخرى لجأ إليها فريق بحثي في جامعة نانكاي بالصين، وتمكنوا من خلالها من تطوير طريقة يمكن من خلالها تنظيم درجة حرارة جسم الإنسان نهاراً وليلاً، عبر التكيف مع درجات الحرارة المحيطة، وفقاً لدورية "Science".

هناك نوعان من طرق التبريد التي تعتمد عليها حالياً هذا النوع من الملابس: طرق التبريد السلبي مثل عكس أشعة الشمس، والآخر التبريد الإيجابي الذي يحتاج كميات كبيرة من الطاقة، وهو ما قد يصعب الاعتماد عليها لتنظيم درجة حرارة جسد الإنسان لفترات طويلة، وهو ما عمل على مواجهته الفريق الصيني.

وتعتمد التقنية التي ابتكروها على خلية شمسية عضوية تعتمد على ضوء الشمس في توليد الطاقة اللازمة لتشغيل وحدة كهروحرارية، وتتشابه مع التقنية التي شهدتها جامعة كاليفورنيا-سان دييغو بإمكانية خفض درجة حرارة جسد الإنسان بمعدل 10 درجات كاملة.

النظام الذي لا يحتاج إلى أي مصادر خارجية لتوليد الطاقة يعمل على تخزين الطاقة الزائدة، لاستخدامها خلال الليل، عند تفعيل وضع التدفئة، الذي يمكنه خفض درجة حرارة الجسد بمعدل 3 درجات.