لا يخلو منزل من عاشق لتربية الحيوانات الأليفة. وإذا كنت من عُشَّاق تربية القطط الناعمة أو الكلاب الوفية، فعليك معرفة أن هناك تكلفة بيئية لتلك الهواية.
ومع تزايد الحديث عن وجود الحيوان الأليف بالمنزل كممارسة إنسانية، فإنك ستضطر في القريب العاجل إلى تغيير عادات قطتك أو كلبك الغذائية، عندما تعلم مدى خطورتها على الكوكب.
مثل كل شيء في العالم له بصمة كربونية، فإن الحيوانات المنزلية أيضًا غير بريئة من هذه البصمة، لكن الوضع خارج سيطرة هذا الحيوان.. أنت فقط المسئول عن تقليل البصمة الكربونية لقطتك وكلبك. وقد يكون أهم عامل في ذلك هو إعطاء حيوانك الأليف نظامًا غذائيًّا كاملًا ومتوازنًا ومناسبًا لنوعه ومرحلة حياته.
كربون الكلاب والقطط
الحيوان الأليف جزء من المنزل، ويزداد عدد الحيوانات التي تجلس وسط العائلة سنويًّا. ووفقًا لدراسة برازيلية فإنه من المُقدَّر أن يكون عدد الكلاب في البرازيل أكثر من الأطفال.
إطعام الكلاب والقطط ينتج ما يعادل نحو 64 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بالولايات المتحدة سنويًّا؛ أي تأثير 13.6 مليون سيارة
في عام 2017، كشفت الأبحاث أن ما يقرب من ربع السعرات الحرارية من جميع لحوم الحيوانات المستهلكة في الولايات المتحدة، تأكلها الحيوانات الأليفة، وأن إطعام الكلاب والقطط يُنتج ما يعادل نحو 64 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة كل عام، وهذا تقريبًا تأثير 13.6 مليون سيارة تسير على الطريق.
في عام 2020، أظهر بحث من جامعة إدنبرة، أن صناعة أغذية الحيوانات الأليفة تنتج ما يقرب من 3% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الزراعة، وهو الكمية الكربونية التي ينتجها سدس جميع الرحلات الجوية بالعالم.
ولضمان كوكب مستدام للإنسان والحيوان، قالت عالمة الأحياء الدقيقة هولي جانز، في حديث إلى صحيفة الجارديان، إنه بعد تحليل الكائنات الدقيقة في فضلات الحيوانات المنزلية التي أطلق عليها "paw print"، تبين أن ربع الآثار البيئية لإنتاج اللحوم، مصدره صناعة أغذية الحيوانات الأليفة؛ من حيث استخدامات الأرض والمياه والوقود الأحفوري والفوسفات والمبيدات.
إطعام الحيوانات الأليفة عن طريق زراعة البروتين الحيواني داخل المعمل يقلل الخطر البيئي، لكن هذا الأمر سيحتاج إلى تكنولوجيا تستغرق وقتًا لتنفيذه
وبعد مساعي جانز لتقليل البصمة الكربونية لهذه الحيوانات الأليفة، وجدت أن الأطعمة النباتية هي الحل. أما ريان بيثنكورت الرئيس التنفيذي لشركة وايلد إيرث، فأكد أن إطعام الحيوانات الأليفة بشكل مستدام عن طريق زراعة البروتين الحيواني داخل المعمل، يقلل الخطر البيئي، لكن هذا الأمر سيحتاج إلى تكنولوجيا تستغرق وقتًا حتى يتم تنفيذه.
وجبات الصراصير
مجموعة أطباء بيطريين كشفوا النقاب أيضاً عن أن الحشرات مفيدة للحيوانات الأليفة، وتحتوي على معظم الأحماض الأمينية التي يحتاجها الحيوان الأليف في غذائه.
ويمكن أن تكون الصراصير وجبة رئيسية أيضاً؛ حيث تحتوي على نسبة عالية من الحديد وزيوت أوميجا 3 وفيتامين بـ12، وهو بروتين حيواني كامل؛ لذلك لا يوجد نقص؛ ما يعني أنه سيكون غذاءً يوميّا مناسبًا، بالإضافة إلى أنه يمكن أن تكون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن إنتاج الحشرات أقل 10 مرات من انبعاثات اللحوم العادية.
وما بين هذا وذاك، بات من المؤكد أن الأعوام القادمة ستشهد زيادة في عدد الحشرات بسبب التغيرات المناخية. وإذا تم اعتماد تغذية الحيوانات الأليفة على الحشرات فقد يكون سلاحًا ذا حدين.
وكما هو الحال عند البشر، فإن النظام الغذائي المتنوع هو الطريق إلى أمعاء صحية، وتناول الطعام نفسه طوال الوقت يعني أن الحيوانات الأليفة «أكثر عرضة للإصابة بالحساسية الغذائية»، وفقًا لهولي جانز.
في نوفمبر 2022، كشفت دراسة نشرتها صحيفة الجارديان، أن طعام الكلاب الرطب الغني باللحوم، يتسبب في انبعاثات أكثر بثماني مرات من الأطعمة الجافة؛ ما يمنح بعض الكلاب بصمة الإنسان الكربونية نفسها.
آنذاك، حلَّل باحثون في البرازيل 618 نظامًا غذائيًّا مختلفًا للكلاب، و320 نظامًا غذائيًّا للقطط؛ بدءًا من الأطعمة الرطبة في العلب والأكياس، وصولًا إلى البسكويت الجاف والطعام.
تم تقييم التأثيرات البيئية لمكونات كل نظام غذائي، بما في ذلك انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واستخدام الأراضي والمياه، والتلوث الكيميائي، مثل السماد الطبيعي، واتضح أن للأنظمة الغذائية الرطبة التأثير البيئي الأكبر من حيث جميع العوامل مقارنةً بالأغذية الجافة. أما الوجبات الغذائية المحلية الصنع فتقع بينهما.
كان السبب الرئيسي هو أن 90٪ من السعرات الحرارية في الأنظمة الغذائية الرطبة، تأتي من مكونات حيوانية، مقارنةً بـ45٪ في الحميات الجافة.
تستخدم أغذية الحيوانات الأليفة المخلفات ووجبات العظام والدم التي لا يأكلها البشر؛ ما يجعلها استخدامًا فعَّالًا نسبيًّا للمنتجات الثانوية، لكن في البرازيل تم استخدام نحو 13٪ فقط من المنتجات الثانوية الحيوانية لصنع طعام للحيوانات الأليفة، بحسب الدراسة.
دراسة أخرى في الولايات المتحدة أشارت إلى أن طعام الكلاب كان مسئولًا عن ربع التأثير الكلي لإنتاج اللحوم. ومن جهة أخرى، يفترض العديد من أصحاب الحيوانات الأليفة أن سمك السلمون أو المأكولات البحرية الأخرى هي خيارات أكثر صحةً واستدامةً لحيواناتهم.