دورات المياه.. صمام أمان صحي وبيئي يفتقده 3.5 مليار شخص بالعالم


فيروز ياسر
الاحد 19 نوفمبر 2023 | 03:52 مساءً

تلعب دورات المياه دوراً بارزاً في حماية البيئة وصحة العامة، كما تُعَد إحدى ركائز حقوق الإنسان، غير أنه سيظل 3 مليارات شخص يعيشون بدون دورات مياه آمنة حتى عام 2030 بحسب المعدلات الأممية الحالية.

ويعرقل الفقر المدقع وسوء الصرف الصحي وعدم توافر مراحيض آمنة في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، الذي يتمثل في توفير دورات مياه ومياه شرب آمنة للجميع بحلول عام 2030.

وحددت الأمم المتحدة يوماً عالمياً لدورات المياه، في 19 نوفمبر من كل عام، للتذكير بأن دورات المياه تُعَد حجر الأساس للصحة العامة، وتلعب دوراً حاسماً في حماية البيئة.

واتخذت المنظمة الأممية الكبرى من الطائر الطنان هذا العام رمزاً لليوم العالمي لدورات المياه؛ نظراً إلى قدرته على حل مشكلة كبيرة بخطوات بسيطة؛ ما يعد مصدراً ملهماً لاتخاذ إجراءات سريعة تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

تأثيرات بيئية

مع التغيرات المناخية الحالية وزيادة الظواهر المتطرفة مثل الفيضانات والسيول والجفاف، يحدث تدهور بيئي وتغيير ديموغرافي. وتتأثر دورات المياه والصرف الصحي من خلال عدم القدرة على الوصول إلى مياه نظيفة؛ ما يعيق اتباع سلوكيات النظافة الشخصية، بحسب منظمة WaterAid (غير ربحية، مقرها لندن).

وقد لا يكون الصرف الصحي أول القطاعات التي تتبادر في الأذهان عند الحديث عن مصادر انبعاثات غازات الدفيئة، لكنه مسؤول بجانب إدارة النفايات عن 14% من الانبعاثات على مستوى العالم، وفق تقديرات مبادرة الميثان العالمية.

وأظهرت دراسة نشرها موقع Climatelinks.org طُبقت في كمبالا عاصمة أوغندا، أن نصف الانبعاثات بالمنطقة تعود إلى الصرف الصحي؛ لأن غاز الميثان الذي ينشأ من تحلُّل البراز قوته أكبر من ثاني أكسيد الكربون بـ21 مرة في حبس الحرارة.

ودعمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، جهود توسيع نطاق الصرف الصحي المُدار بشكل آمن بالدول. وكانت بعثة الوكالة في كينيا من أولى البعثات التي ربطت بين الصرف الصحي وتغير المناخ لتخفيف انبعاثات غاز الميثان، لتوسيع الإدارة الآمنة للصرف الصحي.

أزمة إنسانية

وتتوسع الأحياء الفقيرة على أطراف المدن بالدول النامية بسرعة. ورغم توافر أنظمة الصرف الصحي بالمناطق الحضرية، فإن المناطق الفقيرة أغلبها خارج شبكات المياه والصرف الصحي.

ووفق مجلة "جاكوبين" الأمريكية، لا يتمتع نحو نصف سكان المدن بإمكانية الوصول إلى خدمات الصرف الصحي الآمنة، كما يستخدم مليار شخص المساحات المفتوحة، مثل الجسور والأنفاق وأطراف المناطق غير الآمنة لقضاء حاجتهم. وتتعرض النساء تحديداً للمضايقات والعنف بسبب ذلك.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، لا يزال هناك أكثر من 1.5 مليار شخص لا تتوافر لديهم خدمات الصرف الصحي الأساسية، مثل المراحيض الخاصة أو دورات المياه.

وهناك ثمة ارتباط بين تفشي الأمراض والأوبئة من جانب وسوء الصرف الصحي من جانب آخر؛ إذ كشفت التقديرات الأممية عن وفاة نحو 564 ألف شخص من جراء الإصابة بالديدان المعوية والبلهارسيا والتراخوما (مرض يصيب العين بسبب عدوى بكتيرية) بسبب سوء خدمات الصرف الصحي والمياه في عام 2019.

تمييز نوعي

وكشفت منظمتا يونيسف والصحة العالمية، أن النساء والفتيات هن الأكثر عرضةً للشعور بعدم الأمان عند استخدام المراحيض المتاحة خارج منازلهن فقط، وقالت سيسيليا شارب المسؤولة بمنظمة اليونيسف، إن مهمة جلب النساء للمياه تهدد سلامتهن وقدرتهن على التعليم، كما أن دورات المياه غير الآمنة تحرمهن من الرفاهية وتزيد الفقر.

وتتحمل النساء والفتيات اللواتي تبلغ أعمارهن 15 عاماً أو أكثر مسؤولية جلب المياه للأسر؛ إذ تقوم 7 نساء من بين 10 في الأسرة بجلب المياه، مقارنةً بـ3 من بين 10 للذكور، وهو ما يشير إلى عدم المساواة بين الجنسين.

كما أظهرت دراسة استقصائية للمنظمتين الأمميتين، أن 22 بلداً تتشارك فيها الأسر بالمراحيض؛ ما يجعل النساء والفتيات عرضةً لانخفاض سلامتهن والقدرة على الحصول على خدمات النظافة الشخصية، خاصةً أوقات الدورة الشهرية.

ووفق التقديرات الأممية، يفتقر 3.5 مليار شخص إلى دورات مياه آمنة، و2.2 مليار شخص إلى مياه شرب آمنة، ولا يزال 419 مليون شخص يتغوطون في العراء.