تداعيات تغير المناخ تلاحق سائقي السيارات على الطرق السريعة


إسراء محمد
الاحد 19 نوفمبر 2023 | 03:54 مساءً
حوادث الطرق بسبب التغير المناخي
حوادث الطرق بسبب التغير المناخي

بات تهديد تغير المناخ يلحق بقائدي السيارات؛ إذ ينذر الطقس المتطرف بارتفاع معدلات حوادث الطرق بالعالم.

وتعد حوادث المرور هي السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و29 عاماً، وتعد مصدراً لقلق متزايد على الصحة العامة؛ حيث يتوفى نحو 1.3 مليون شخص سنوياً بسبب حوادث الطرق.

ويحيي العالم اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث المرور في 19 نوفمبر من كل عام؛ لتسليط الضوء على عدد وفيات حوادث الطرق، والحد من تكرار هذه المأساة من خلال تطبيق قواعد الأمانة والسلامة ونشر الوعي.

حوادث الطرق

وبحسب التقديرات الأممية، تتضافر عدة عوامل لوقوع حوادث الطرق، أبرزها السرعة الجنونية، والقيادة تحت تأثير الكحول، وعدم استخدام أحزمة الأمان، بجانب ذلك تعد ظاهرة الطقس المتطرف عاملاً مؤثراً في حوادث الطرق؛ إذ يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار والضباب الدخاني وتساقط الثلوج؛ ما يجعل الطرق غير آمنة.

وفي بلدان مثل السعودية وباكستان، أدت زيادة هطول الأمطار والضباب إلى زيادة عدد الحوادث المميتة، بينما لوحظ في الولايات المتحدة الأمريكية أن درجات الحرارة المرتفعة أدت إلى ارتفاع معدل الحوادث، ومن ثم تبرز أهمية تقييم تأثير تغير المناخ على هيئة الطرق والمواصلات، وفق "المجلة الدولية لطب المجتمع والصحة العامة".

وبحسب أحدث تقرير لوزارة النقل الأمريكية، حول تغير المناخ وتأثيره على النقل، تمثل الفيضانات تهديداً لقائدي السيارات بالطرق السريعة، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى تحلل الأسفلت، ومن المحتمل أن تؤدي تقلبات الطقس إلى تدمير الطرق والجسور.

وقد ربطت دراسات أجريت في الولايات المتحدة والسعودية بين تغير المناخ وارتفاع حوادث المرور؛ إذ تبين أن ارتفاع درجة حرارة المركبات يؤدي إلى أعطال ميكانيكية لن تمكن السائق من القيادة بشكل سليم، كما أن هناك توقعات بانقلاب السيارات بفعل الرياح أو تعطلها بفعل الطرق التي غمرتها المياه، وفقاً لـ"Thomaslawoffices".

مبادرات عربية

وتساهم التوعية في خفض معدل حوادث الطرق؛ إذ أطلقت عدة دول عربية مبادرات تستهدف خفض الحوادث، مثل الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق (وهي غير ربحية) التي تقوم بدور فعال في خفض معدل الوفيات المرورية، وتسليط الضوء على أهمية السلامة والأمان على الطرق.

وبدوره قال المحامي أحمد جهاد نجيب رئيس مجلس إدارة الجمعية، في تصريح لـ"جرين بالعربي" إن الجمعية تأسست عام 2004، ولها فروع في جميع المحافظات السورية، وتمارس دورها في نشر السلامة المرورية والتوعية.

وأضاف نجيب: "نقدم النصائح للجهات الرسمية المختصة مثل وزارتي النقل والداخلية، إضافة إلى تقييم المشكلات في المرفق المروري من أجل إصلاحها وتفادي وقوع حوادث".

وتابع: "كما نحاول استهداف الطلاب في المدارس والمعاهد والجامعات؛ لإلقاء المحاضرات وإقامة ندوات توعوية لزيادة الثقافة المرورية لديهم".

ومضى قائلاً: "تم إطلاق مبادرات مرورية، مثل مبادرة سلامة عبور الطلاب؛ حيث يقوم أعضاء الجمعية المتطوعون أثناء فترة الذروة المرورية في المناطق التي يوجد فيها مشاكل مرورية بالتعاون مع شرطة المرور؛ لإجلاء الطلاب من مدارسهم، والمساعدة في توصيلهم إلى منازلهم بسلام".

كما أطلقت الجمعية السورية مبادرة أخرى من خلال تأسيس فريق إنقاذ من المتطوعين، تتمثل مهمته في إنقاذ المصابين من حوادث المرور، وتقديم الإسعافات الأولية حتى نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج.