ثرثرة الحلاقين تخدم البيئة.. خطة ذكية لمواجهة التغيرات المناخية!


محمد رمضان
الخميس 20 ابريل 2023 | 12:03 مساءً
يشعر الآلاف من مصففي ومصففات الشعر حول العالم بالذنب تجاه المناخ - مشاع إبداعي
يشعر الآلاف من مصففي ومصففات الشعر حول العالم بالذنب تجاه المناخ - مشاع إبداعي

حين يقف مصففو الشعر لإصلاح الأطراف المتقصفة، تتزايد المخاوف من الآثار التي تتركها صالوناتهم على البيئة، ليبدأ الحديث الآن عن مبادرات واسعة لدور حيوي لتلك الفئة في رفع وعي الزبائن بأزمة المناخ وتأثيراتها.

يشتهر الحلاقون ومصففي الشعر في بعض البلدان العربية بـ"الثرثرة"، بسبب كثرة حديثهم خلال وقوفهم على رؤوس الزبائن، ومن هنا انطلقت مبادرة أسترالية عمرها أشهر قليلة اعتمدت على ضرورة عدم التقليل من قيمة العلاقة القوية التي تربط مصففي الشعر مع عملائهم.

شعور بالذنب تجاه البيئة

يشعر الآلاف من مصففي ومصففات الشعر حول العالم بالذنب أمام غسلهم الأصباغ والمعالجات الكيميائية في الأحواض، أو إلقاء الشفرات المعدنية والزجاجات الملونة في القمامة، فضلا عن أن الشعر نفسه يطلق غاز الميثان لأنه يتحلل بيولوجياً.

وعندما يتعلق الأمر بإمكانية التأثير في أزمة المناخ، ومع الحصول على قصة شعر رائعة ربما يقبل العميل الاستماع إلى قصة رائعة عن التغيرات المناخية.

وفقا لدراسة بريطانية فإن 26% من الأشخاص يتحدثون إلى مصفف شعرهم حول الإجهاد الذي يواجههم في العمل، بينما يتحدث 21% عن مشكلاتهم الطبية، و30% يثقون في مصفف شعرهم بشأن قضايا الأسرة.

مؤسسة Brush With Climate الأسترالية حاولت الاستفادة من العلاقة الوثيقة التي تربط مصففي الشعر بعملائهم من خلال تدريبهم على كيفية طرح أزمة المناخ مع الزبائن بطريقة ذكية، لأن تلك الأزمة تؤثر على الجميع، لذا فإنهم يحاولون إقناعهم بأهمية التعامل مع البنوك البيئية، وتقليل الموضة السريعة، وتناول المزيد من الأطعمة النباتية ذات البصمة الكربونية الأقل.

دراسة بريطانية تؤكد 26% من الأشخاص يتحدثون إلى مصففي شعرهم حول إجهاد العمل و21% عن مشكلاتهم الطبية، و30% يثقون في مصففي شعرهم بشأن قضايا الأسرة

صحيفة الجارديان البريطانية نقلت عن عالمة المناخ ليزلي هيوز، قولها إن أفضل بداية لحديث مصففي الشعر عن التغيرات المناخية يجب أن يبدأ بالطقس، الذي يمكن من خلاله الانخراط في قضايا أكثر إلحاحاً.

تولت "هيوز" إدارة ورش عمل لمصففي الشعر من أجل مساعدتهم على إجراء هذه المحادثات المناخية، حيث تقول: "الحديث إلى أشخاص تثق بهم يكون أكثر فاعلية، ومن المهم أن نظهر أنه ليس موضوعاً يجب الخوف منه".

بالوما روز جارسيا، صاحبة صالون لتصفيف الشعر وزعيمة المبادرة، أكدت أن مصففي الشعر قد نجحوا بالفعل في طرح أزمة المناخ بطريقة فعالة خلال عملهم.

التصفيف ملوث خفي للبيئة

في عام 2022، واجهت العديد من البلدان بعضاً من أسوأ موجات الحر على الإطلاق، وتسببت الفيضانات وحرائق الغابات في إحداث الكثير من الفوضى في أماكن مثل باكستان وولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وعندما يتعلق الأمر بالصناعات المسؤولة عن أكبر تأثير ضار على البيئة، فإن تصفيف الشعر لا يتبادر إلى الذهن، ذلك على الرغم من أن صالونات تصفيف الشعر قد لا تتنافس مع النقل أو الطاقة أو الصناعات الزراعية من حيث الانبعاثات وآثار الكربون، إلا أن لها تأثير كبير على الكوكب، خاصة وأن هناك الملايين الذين يصففون شعرهم في منازلهم يومياً.

روتينك اليومي يؤثر في المناخ

كمية المياه والطاقة التي نستهلكها يوميا كبيرة للغاية، سواء كان ذلك في دورات المياه في منازلنا، أو قصة شعرنا الدورية، والتجفيف والتجميل في صالونات التصفيف، مع الوضع في الاعتبار تلوث المواد الكيميائية مثل الشامبو ومنتجات العناية الشخصية الأخرى.

الاستحمام" لمدة 10 دقائق يعادل ترك التلفزيون مفتوحاً لمدة 20 ساعة دون انقطاع

%25 من جميع الانبعاثات في المملكة المتحدة مثلا تأتي من مصادر سكنية، والغالبية العظمى منها ناتجة عن تسخين المياه لأغراض الطهي والتنظيف وأكواب الشاي.

وفي الواقع، فإن الاستحمام لمدة 10 دقائق يعادل ترك التلفزيون مفتوحاً لمدة 20 ساعة دون انقطاع.

ومن خلال تعديل روتينك اليومي لاستخدام كمية أقل من الشامبو، والتبديل إلى بلسم يترك على الشعر وقضاء وقت أقل تحت الدش، يمكنك تقليل المياه والطاقة بمعدل 20 مرة سنوياً.

بعيداً عن الفوائد البيئية التي قد يولدها تغيير عاداتك اليومية، ستشعر أيضاً بمدخرات مالية ليست بالقليلة بسبب تقليل نفقاتك وستكتشف أنها قابلة للسيطرة.