قوات الأمن البيئي.. رقابة سعودية لحماية التنوع البيولوجي والغطاء النباتي


فيروز ياسر
الثلاثاء 10 أكتوبر 2023 | 07:49 مساءً

بهدف حماية الغابات والحياة الفطرية والبحرية وضبط الأعمال التي تخالف البيئة مثل قطع الأشجار والاحتطاب، أصدرت المملكة العربية السعودية قراراً بتشكيل قوات الأمن البيئي.

وفي سبتمبر 2018، أعلنت السعودية تشكيل قوات خاصة للأمن البيئي، وهي القوات التي تعتبر من القطاعات العسكرية التابعة لوزارة الداخلية في البلاد.

وتعمل المملكة على دعم القطاعات الزراعية والتشجيع على الزراعة المحلية والاهتمام بالمواسم الزراعية، إضافة إلى الاهتمام وحماية الحياة الحيوانية وغيرها.

تضم البيئات الجبلية في السعودية أعلى معدلات التنوع البيولوجي، وتكمن أهميتها في جذب الأمطار والحفاظ على التربة، كما توفر الأعشاب الطبية والمناحل.

كما تنتشر الشعاب المرجانية على نطاق واسع على طول الساحل السعودي للبحر الأحمر، كما تحيط بأكثر من 1150 جزيرة على شكل حاجز مرجاني. وتوفر أعشاب البحر الحماية والغذاء لعدة أنواع من الكائنات البحرية، وتم تسجيل نحو 12 نوعاً منها في البحر الأحمر.

والموقع الجغرافي الاستراتيجي لأراضي المملكة ووجودها بين ثلاث قارات، جعلها من أهم مسارات هجرة الطيور؛ حيث كشفت إحدى الدراسات عن وجود نحو 39 منطقة مهمة للطيور خاصة للأنواع المهددة بالانقراض، وفق ما ذكرته المنصة الوطنية الموحدة.

تحديات بيئية

وتعتبر المملكة العربية السعودية عُرضة لتغير المناخ؛ نظراً إلى غالبية نظمها البيئية الحساسة، وكشفت البوابة الوطنية للخدمات والمعلومات الحكومية، عن أن تلوث مياه الآبار ومخلفات مصانع الأسمنت، وتدهور الأراضي والتصحر من ضمن التحديات البيئية التي تواجه المملكة.

وفي ضوء الحفاظ على التنوع البيولوجي والغطاء النباتي المهدد بسبب التغيرات المناخية والأنشطة البشرية؛ برزت جهود القوات الخاصة للأمن البيئي وسيلةً لترهيب مخالفي القواعد وغير المبالين بالحفاظ على البيئة.

وتركز مهام القوات على المراقبة الأمنية، والضبط وتحرير المخالفات، والمساندة والدعم الأمني، إضافة إلى تلقي الشكاوى ومتابعتها، والمشاركة في حالات الطوارئ البيئية والتوعية البيئية بالتنسيق مع الجهات المعنية.

شهدت المملكة العديد من الإنجازات للقوات الخاصة بالأمن البيئي، أبرزها إنشاء المحميات الطبيعية التي أصبحت تُعد من عوامل الجذب للسياح والمواطنين على حد سواء، كما ازدادت التوعية بأهمية حماية البيئة وتلقي الشكاوى من السكان لإيجاد الحلول لها.

والمحميات الطبيعية لها منزلة خاصة لدى السعوديين؛ إذ تتوزع في المملكة حول جميع المدن والمناطق؛ ولذا تعمل القوات الخاصة للأمن البيئي على حماية هذه المحميات وضمان السلامة فيها.

وبوجه عام، يلعب الأمن البيئي دوراً مهماً في العلاقات الدولية التي تتعلق بأمان البشر، لا سيما أن التلوث البيئي – أياً كانت أسبابه – يتسبب في تلوث الغذاء من ثروات نباتية أو حيوانية، ومن ثم تصل إلى حياة الإنسان، كما يؤثر تلوث البحار والمحيطات على الحياة البحرية وتعرض الأسماك للنفوق أو الأمراض.

إجراءات وأنشطة

ويتركز مجال اهتمام القوات السعودية الخاصة للأمن البيئي في منع محاولات الحصول على الحطب والفحم، واستغلالهما في الأنشطة التجارية أو إضرام النيران في الغابات وقطع الأشجار؛ لما يمثله من تهديد للنظام البيئي وتأثير على التغيرات المناخية.

كما وضعت القوات الخاصة للأمن البيئي كل جهودها لمنع صيد الكائنات المهددة بالانقراض والحفاظ على التنوع البيولوجي، وأقرت عقوبات على المخالفين وصائدي الأسود والنمور والكائنات الفطرية لتصل إلى السجن، إضافة إلى غرامات مالية تصل في بعض الأحيان إلى 400 ألف ريال (نحو 107 آلاف دولار).

ولم تقتصر مهام القوات الخاصة للأمن البيئي على محاربة التهديدات التي تحيط بالبيئة، بل كانت الأنشطة التوعوية والتثقيفية بجانب الفعاليات وسيلة لها بصمتها في تقويم سلوكيات المواطنين تجاه البيئة وزيادة الوعي بالتغيرات المناخية.

وتحرص القوات على المشاركة في المعارض الخاصة بالأيام العالمية التي تتعلق بالبيئة وكذلك المهرجانات، مثل مهرجان الملك عبد العزيز للصقور، ومهرجان الملك عبد العزيز للإبل، كما تعمل على تقديم محاضرات تتعلق بالبيئة للمدارس والجامعات لرفع مستوى الوعي البيئي والتعريف بدور القوات في إنفاذ الأنظمة البيئية.

ويساهم تنفيذ المبادرات، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، بدور فعال في الحفاظ على البيئة، مثل مبادرات التشجير والتعرف على الكائنات الحية المهددة بالانقراض.