مخاطر أكبر وصمود أقل.. كبار السن في مواجهة شراسة تغير المناخ


فيروز ياسر
الاحد 01 أكتوبر 2023 | 05:22 مساءً

بمخاطر أكبر وقدرة أقل على الصمود، يعاني كبار السن من الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية دون امتلاك فرصة أعلى للمقاومة.

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن من المتوقع أن يتضاعف عدد الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر في جميع أنحاء العالم، ليرتفع من 761 مليوناً في عام 2021 إلى 1.6 مليار في عام 2050.

ويحيي العالم اليوم الدولي للمسنين، في 1 أكتوبر من كل عام؛ للتذكير بأهمية تمتعهم بحقوقهم والتصدي للانتهاكات المرتكبة ضدهم، وتعزيز التضامن من خلال الإنصاف والمعاملة بالمثل بين الأجيال.

وتحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي لهذا العام، تحت شعار "الوفاء بوعود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الخاصة بالمسنين عبر الأجيال".

الاحتباس الحراري

وخلال العشرين عاماً الماضية، تضاعفت الوفيات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة لدى الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً حول العالم؛ إذ بلغت 300 ألف حالة وفاة في عام 2018.

وبحسب موقع Climate ADAPT التابع للاتحاد الأوروبي، فإن أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون من أمراض القلب والجهاز التنفسي واضطرابات الصحة العقلية ومشاكل الكلى، من أكثر الفئات المُعرضة لخطر التغيرات المناخية، ومن ثم يعاني كبار السن من معظم هذه الأمراض.

وتتسبب مواجهة الأعاصير والفيضانات في الإصابة بالقلق واضطرابات ما بعد الصدمة؛ حيث أوضحت دراسة منشورة بمجلة Journal of Nursing Scholarship أنه بعد حدوث كوارث الفيضانات أبلغ 17٪ من كبار السن عن أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة التي تتطلب العلاج، بينما ظهرت أعراض الاكتئاب على 14٪ منهم.

ضعف المقاومة

وقدرت منظمة HelpAge International، غير الحكومية المعنية بحقوق المسنين، أن الفيضانات التي شهدتها باكستان في عام 2022 ألحقت أضراراً بـ2.3 مليون شخص من كبار السن؛ وذلك من إجمالي 16 مليون مسن يعيشون في الدول الآسيوية؛ إذ يعاني معظمهم من مشكلات في الحركة، ولا يمكنهم الفرار من الكوارث.

كما ربطت المنظمة الإعصار الاستوائي "فريدي" الذي اجتاح منطقة جنوب إفريقيا مارس الماضي، بتدهور حالة كبار السن بعد أن جرف أكثر من 500 منزل في مدينة بلانتاير، ولجوء ما لا يقل عن 82 من كبار السن إلى المخيمات.

وفي عام 2021، كان عمر شخص واحد من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم، 65 عاماً أو أكثر. أما في عام 2050، فمن المتوقع أن تمثل هذه الفئة العمرية شخصاً واحداً من كل 6 أشخاص على مستوى العالم؛ ما وصفته الأمم المتحدة بـ"شيخوخة السكان".

تمييز ضد المسنين

وكشف تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن تأثيرات التغيرات المناخية على كبار السن من حيث حقوق الإنسان؛ حيث يتفاقم التمييز ضد كبار السن من جراء إهمال وتجاهل إدراج احتياجاتهم في القوانين.

وأوضح التقرير الأممي أن التمييز على أساس السن قد يكون عاملاً مهماً لاستبعاد كبار السن من السياسات والبرامج الرامية إلى التصدي للآثار السلبية لتغير المناخ، بما في ذلك أثناء حالات الطوارئ المتصلة بالمناخ.

على الجانب المقابل، يمتلك كبار السن قدرات هامة تمكنهم من المساهمة في الحلول المناخية، ويرجع ذلك إلى خبراتهم الكبيرة وممارستهم أنماط حياة أكثر استدامة، بما في ذلك الاعتماد بدرجة أقل على السلع المادية واستخدام المواد وإعادة تدويرها.

وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى قدرة كبار السن المتقاعدين على تكريس أنفسهم للتثقيف الكامل بشأن قضايا المناخ والعمل المناخي، وإيجاد حلول، مطالبة الدول بإدراج حقوق كبار السن في قرارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إضافة إلى تمكينهم من المشاركة في الانتقال العادل إلى سبل المعيشة المستدامة، وتسهيل الحوار بين الأجيال بشأن تغير المناخ والبيئة.

وتسلط الأمم المتحدة، خلال الاحتفال باليوم الدولي للمسنين هذا العام، الضوء على المكانة الخاصة لكبار السن في جميع أنحاء العالم، وأهمية تمتعهم بحقوقهم، والتصدي للانتهاكات المرتكبة ضدهم، وتعزيز التضامن من خلال الإنصاف والمعاملة بالمثل بين الأجيال، وهو ما من شأنه توفير حلول مستدامة للوفاء بوعد أهداف التنمية المستدامة.