تبرز أهمية دور وسائل الإعلام في رفع الوعي بتصاعد آثار التغيرات المناخية حول العالم؛ إذ لفت تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ""IPCC، إلى قدرة وسائل الإعلام على حشد دعم الجمهور لتسريع جهود تخفيف أزمة المناخ؛ ما يضع المزيد من المسؤولية عليها.
واستجابة لذلك تصاعد حجم الاهتمام الإعلامي بقضايا المناخ في 59 دولة جرى دراستها؛ إذ ارتفع من 47 ألف موضوع صحفي خلال عامي 2016- 2017 إلى 87 ألف موضوع تقريباً في 2020-2021، بحسب التقرير ذاته.
المنتدى العربي للمناخ
في أكتوبر 2022، انطلقت النسخة الأولى من المنتدى العربي للمناخ، الذي أطلقته وتديره الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس "أجفند"، ودعم وشراكة برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، والذي من المقرر إطلاق نسخته الثانية في نوفمبر المقبل، باعتباره خطوة من خطوات الطريق إلى COP28.
ونجح المنتدى في جمع عدد كبير من خبراء العالم العربي في عدة قضايا تتعلق بالتغيرات المناخية، مثل حقوق المرأة والشباب وغيرها؛ إذ حظي باهتمام إعلامي واسع تبلور في حضور ممثلي أكثر من 50 وسيلة إعلامية.
انطلاقة جرين بالعربي
عقب أسابيع قليلة من النسخة الأولى للمنتدى العربي للمناخ الذي حظيت بنجاح واسع، انطلقت منصة "جرين بالعربي" التي كانت واحدة من التوصيات الختامية للمنتدى، وتدير الشبكة العربية للمنظمات الأهلية منصة جرين بالعربي ويدعمها برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند".
نجحت جرين بالعربي خلال وقت قصير في وضع بصمة حقيقية متفردة في ساحة الإعلام المناخي العربي بهدف نقل المعلومات المتعلقة بقضايا البيئة والمناخ إلى القارئ العربي، بأسلوب جذاب ومبسط وفي الوقت ذاته علمي منضبط ليناسب كافة الفئات، لا سيما غير المتخصصين، لنشر الوعي بجهود حماية الأرض، وإلقاء الضوء على تبعات التغيرات المناخية وضرورة العمل على الحد من آثارها وأفضل السبل للتكيف معها.
وتشارك جرين بالعربي في رعاية برنامج تدريبي أطلقه منتدى الصحفيين العلميين بشمال إفريقيا والشرق الأوسط؛ من أجل الاستعداد لتغطية صحفية متميزة، خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي تستضيفه الإمارات في نوفمبر المقبل.
وينعقد البرنامج بالتعاون مع عدة منصات عربية أخرى، تشمل المناخ بالعربي، والمستقبل الأخضر، وأوزون، ومنصة كوزموس، وآفاق بيئية، والشبكة اليمنية للعلوم والبيئة.
ويلقي المحاضرات عدد من أبرز المدربين في هذا المجال، وهم الصحفي أحمد أبو القاسم رئيس تحرير "جرين بالعربي"، والصحفي أشرف أمين رئيس قسم العلوم في جريدة الأهرام المصرية، وأحمد الأنصاري الباحث والخبير في مجال البيئة والمناخ، والصحفية العلمية علياء أبو شهبة، والصحفي أحمد العطار مؤسس موقع "أوزون".
وتضم قائمة المدربين، مبروكة خذير مؤسِسة موقع "كوزموس"، والصحفي أحمد سبع الليل مؤسس موقع "المناخ بالعربي"، والصحفي شعبان هدية رئيس تحرير موقع المستقبل الأخضر، وأحمد فاروق رضوان مدير قسم الاتصالات والعلاقات العامة في جامعة الشارقة بالإمارات، وأميرة السيد الصحفية العلمية في مجلة Egyptian Gazette، والإعلامي البيئي محمد التفرواتي.
تعميق وتبادل الخبرات
والتقت "جرين بالعربي" د. نهى بلعيد، مؤسسة منتدى الصحفيين العلميين بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وعضوة الاتحاد العالمي للصحفيين العلميين، للحديث حول البرنامج التدريبي الموسع الذي يشمل 11 جلسة تدريبية.
وقالت "بلعيد" إن البرنامج يهدف إلى دعم مهارات الصحفيين في العالم العربي، من أجل القيام بتغطية مهنية لكافة مراحل مؤتمر المناخ "COP28"؛ وذلك للتعرف على أهم التوصيات الإعلامية، وطرح المبادرات البيئية، علاوة على الاستعدادات الإماراتية لاستقبال ذلك الحدث الدولي الكبير.
وأضافت أنه يجب على جميع الصحفيين المتخصصين في هذا المجال، مواكبة الأحداث خاصة مع تطور طرق كتابة الصحافة البيئية والمناخية، لا سيما أن المنطقة العربية تضم خبراء أكفاء يعملون على الصعيدين المحلي والدولي.
وأكدت بلعيد أهمية تبادل الخبرات الصحفية، قائلة: "هذا شيء اعتدناه من الصحفيين خاصة خلال الأزمات، والأزمة البيئية والمناخية تحتاج إلى تعميق الخبرات وتوحيد الرؤى".
وتمثل قضية التمويل التحدي الأكبر الذي يواجه الإعلام البيئي، الذي يتطور بوتيرة سريعة ويحتاج إلى المزيد من الدعم الفعال الذي لا يجب أن يخضع لتوجهات الدول الصناعية الكبرى، ومن الضروري أن يكون مستقلاً ونزيهاً، بحسب بلعيد.
وعن أهمية الفعاليات العربية الكبرى، مثل المنتدى العربي للمناخ، أوضحت بلعيد أن تلك الفعاليات تمثل فرصة للتشبيك والتنسيق، والجانب الأكثر أهمية هو التعاون لإطلاق المبادرات، معربة عن تطلعها للمشاركة في النسخة القادمة من المنتدى العربي للمناخ في إطار التبادل المعرفي والمعلوماتي.
وأشادت عضوة الاتحاد العالمي للصحفيين العلميين، بالمحتوى الصحفي لمنصة "جرين بالعربي" لتركيزها على مختلف التجارب والمبادرات العربية، وتقديم مواد علمية عن التحديات البيئية والمناخية الكبرى بأسلوب مبسط وجذاب يلقى قبولاً لدى جميع القراء.