بمحاولات جادة، تسعى بعض شركات الأغذية للوصول إلى طرق مستدامة للإنتاج، تحد من الأضرار البيئية، وانبعاثات غازات الدفيئة، وكميات هائلة من المخلفات.
واقترب حجم نفايات الطعام التي أنتجها العالم في 2019 من مليار طن متري، مثلت المخلفات المنزلية 61٪ منها بـ570 مليون طن متري، فيما بلغت نسبة تجارة التجزئة 13٪ وفق إحصائيات "Statista".
لمواجهة تغير المناخ
وقررت إحدى أكبر شركات الأغذية في العالم – ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، وتعمل في أكثر من 130 دولة في مجالي الألبان والزراعة – أن تركز جهودها في مكافحة تغير المناخ رغبة في توفير غذاء آمن صحي، وبطرق أكثر استدامة.
وقالت تاكوا ديبيش كبيرة مسؤولي البحث والابتكار في الشركة، لموقع "Quartz"، إن الاعتماد على المواد الطبيعية في تصنيع الأغذية والمشروبات بات أمراً أساسياً.
وأضافت: "علينا أن نحمي الكوكب، ونقلل من آثار تغير المناخ، حتى نتمكن من القيام بالمهام في مجال الصحة من خلال الغذاء".
واستطاعت الشركة أن تمتلك أحد أكثر برامج الزراعة التجديدية شمولاً في صناعة الألبان، وأطلقت مشروعها لأول مرة في عام 2017، بهدف العمل مباشرة مع المزارعين لتحويل 100 ألف فدان إلى تربة صحية.
خفض الانبعاثات
واستهدفت الشركة تقليل استخدام المواد الكيميائية، وتعزيز التنوع البيولوجي، لامتصاص المزيد من الكربون في الهواء، ومن المدهش أنها تجاوزت المعايير التي وضعتها لنفسها، واستطاعت تجديد 250 ألف فدان؛ لاستخدام زراعي أكثر استدامة.
وأكدت ديبيشي التزام الشركة بالعمل في ثلاثة مجالات متداخلة هي: تغير المناخ، ونفايات الطعام، والمساواة في الحصول على الأطعمة المغذية، لكنها واجهت تحديات كبيرة ومعقدة للغاية؛ الأمر الذي يستلزم جهوداً كبيرة من القطاعين العام والخاص.
وقالت: "نسعى لخفض انبعاثات غاز الميثان؛ إذ تشكل أكثر من 30٪ من انبعاثات ظاهرة الاحتباس الحراري، ونظراً لأن منتجات الألبان تمثل جزءاً أساسياً من النظام الغذائي، كان لا بد من التفكير في تقليل معدلات الميثان الناتج عن تربية المواشي".
وفي العام الماضي، أعلنت الشركة التزامها باستهداف خفض انبعاثات غاز الميثان من اللبن الطازج بنسبة 30٪ بحلول عام 2030، وبالفعل تعمل الآن بشكل مباشر مع المزارعين؛ لتنفيذ الأمر عبر آليات محددة تتمثل في تحسين إدارة المزارع والأعلاف، وإدارة السماد، وتطبيق التكنولوجيات الجديدة للحد من انطلاق الميثان.
تحديات النظم الغذائية
أكدت ديبيشي أن هناك العديد من التحديات التي تخوضها الشركة، ولا يتعلق ذلك بالاستدامة فحسب، بل تتضمن أيضاً تقديم طعام مغذٍّ للجميع، ومحاولة تصنيع أنواع من الألبان تحتوي على كمية أقل من السكر، إضافة إلى تقليل هدر الطعام أثناء عملية التصنيع.
كما أن الشركة لديها خط إنتاج مع شركة أخرى، وهي منظمة تجمع الطعام الزائد من المزارعين والمنتجين، ومن خلال التحقق من هذه الأطعمة، تقوم الشركة بتصنيع منتجات ألبان منخفضة السكر؛ بهدف تقليل هدر الطعام.
ورغم أن الشركة تعتمد على مواد تغليف قابلة لإعادة التدوير بنسبة 100٪، فإنها ترغب في إزالة الكربون وتقليل البلاستيك، والتطلع إلى استهلاك المواد الحيوية في العبوات، بعيداً عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.
التحول للاستدامة
وتسعى كافة الدول العربية حالياً إلى تحقيق أعلى معدلات الاستدامة من أجل حماية الكوكب من مصير محتوم. وفيما يتعلق بالتقنيات الزراعية الحديثة، تمكنت إحدى الشركات بالإمارات العربية المتحدة من الوصول إلى حلول مستدامة لمكافحة التصحر من خلال تطبيق تكنولوجيا زراعية ذكية تساعد على وقف تدهور التربة.
ومع انتشار التصحر وزيادة النمو السكاني، تسبب ذلك في الضغط على الأراضي الخصبة؛ لذا قررت الشركة اتباع نهج يتمثل في عكس اتجاه التصحر، من خلال استخدام الطين الطبيعي السائل الذي يزيد خصوبة رمال الصحراء، ويعود بها إلى حالة التربة في أقل من سبع ساعات.
سلامة الكوكب
بدوره قال الرئيس والمدير التنفيذي للشركة، إن زيادة الإنتاج الزراعي داخل البلاد أمر مهم لدعم استراتيجيات الأمن الغذائي في الشرق الأوسط.
وأضاف: "يحدث ذلك من خلال تقليل استهلاك المياه في المساحات الخضراء والزراعة والغابات، إضافة إلى دعم المزيد من الأراضي الصالحة للزراعة لزراعة الغذاء بطريقة مستدامة، وخصوصاً أن الماء والغذاء، والمناخ المستقر هو السبيل الوحيد للحفاظ على سلامة الكوكب، نقلاً عن "Arabian Gulf Business Insight".
وفي المملكة العربية السعودية، استطاعت إحدى الشركات تحقيق الاستدامة في الغذاء، من خلال مزارع تتبع معايير صديقة للبيئة؛ حيث يستخدم الخبراء المياه المالحة وأشعة الشمس لزراعة الغذاء بشكل مستدام في المناطق التي تعاني من ندرة المياه.
وفي العام الماضي، استطاعت الشركة التوسع في دولة الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة؛ إذ تهدف إلى تطبيق تقنياتها المتقدمة؛ لمعالجة الاعتماد على المياه العذبة في زراعة الأغذية في البيئات القاحلة.