تبرعات المناخ.. نمط جديد من الأعمال الخيرية بالعالم


سلمى عرفة
الثلاثاء 05 سبتمبر 2023 | 03:22 مساءً
اليوم الدولي للعمل الخيري
اليوم الدولي للعمل الخيري

في مواكبة للمتغيرات الكونية، برز نمط جديد من الأعمال الخيرية والمخصص لحماية البيئة من الأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية.

وتحتفل الأمم المتحدة، باليوم الدولي للعمل الخيري، في 5 سبتمبر من كل عام، للتذكير بأهمية الأعمال الإنسانية لتعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولا ومرونة.

ويمتلك العمل الخيري القدرة على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية الكبرى، والتي يأتي من بينها المخاطر والكوارث الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

الكوارث الطبيعية

إنفاق محدود

ورغم وجود أعداد كبيرة من المؤسسات الخيرية حول العالم، إلا أن مساهمة هذا القطاع في مواجهة الاحتباس الحراري لا تزال محدودة.

وأصدرت منظمة Climateworks Foundation (دولية معنية بتعزيز الأعمال الخيرية لمواجهة أزمة المناخ) تقريراً في عام 2022 كشفت فيه أن إجمالي الأعمال الخيرية حول العالم الموجهة للتخفيف والتكيف تقتصر على أقل من 2 بالمئة فحسب من إجمالي الجهود الإنسانية حول العالم.

وبحسب التقرير ذاته، تتراوح تلك المبالغ بين 7.5 إلى 12.5 مليار دولار من أصل 810 مليار دولار جرى إنفاقها على الأعمال الخيرية في عام 2021.

وتلعب المؤسسات الخيرية أدوارا متعددة في مواجهة مخاطر التغير المناخي، من خلال دعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية ومواجهة الفقر، وانعدام الأمن الغذائي، والتعليم، وآثار النزاعات، إذ ترتبط جميع تلك القضايا ارتباطا وثيقا بالتدهور البيئي.

أعمال خيرية

ووفق استطلاع رأي بريطاني في عام 2021، احتلت المؤسسات البيئية الخيرية قائمة المصادر التي تقوم بتحفيز العاملين بها على تبني أسلوب حياة صديق للبيئة، متفوقة على العوامل الأخرى مثل تأثير وسائل الإعلام.

تبرعات المناخ

واقتحمت فكرة التبرع للمنظمات الخيرية البيئية حلبة المنافسة مع سوق تعويضات الانبعاثات الكربونية، والتي تقوم فيه المؤسسات بتمويل أنشطة لتخفيف أزمة المناخ والتكيف مع أضراره المتصاعدة بالعالم.

وفي تقرير لصحيفة تايم الأمريكية، رأى الكاتب ألاستير بلاند، أن التبرعات تبقى خياراً أفضل لمواجهة أزمة المناخ، مقارنة بفكرة التعويضات التي باتت معقدة للغاية ومثارا للجدل.

كما استعرض الكاتب عددا من المشروعات التي لم تنته بالنتائج التي جرى الترويج لها، وبالتالي فإن تقديم تبرعات تساهم بالفعل في تعزيز جهود حماية الأرض سيمثل إضافة للقضية.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، حاولت مؤسسة Giving Green الجمع بين الطريقتين، وباتت بمثابة دليل للأفراد والمؤسسات يمكنهم من خلاله إجراء العديد من الأبحاث لترشيح المبادرات غير الربحية، والشركات التي يمكن الاستثمار فيها من أجل مواجهة أزمة المناخ.

وبينما تتصاعد أعداد المنظمات غير الربحية العاملة في مجال البيئة والمناخ، بات هناك ضرورة للتشجيع على ضخ الأموال في تلك الكيانات عبر الطرق القانونية، إلى جانب إقناع الأفراد أن التبرع من أجل زراعة شجرة قد يكون بالأثر نفسه الذي يحدثه التبرع لعلاج مصابي الأمراض المختلفة

زراعة الأشجار

في أبريل الماضي، ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤالاً حول مدى جواز إنشاء صندوق لتلقي أموال الزكاة والتبرعات وتخصيصها لمواجهة آثار التغيرات المناخية، وجاء جواب دار الإفتاء بجواز تخصيص أموال الزكاة لمواجهة آثار الكوارث الطبيعية الواقعة بالفعل، في الوقت الذي يمكن تخصيص أموال الصدقات والأوقاف لمواجهة الأضرار المرتقبة، على أن يجري الأمر تحت إشراف السلطات المعنية.

أهمية التطوع

الأعمال الخيرية البيئية لا تقتصر على التبرعات المادية فحسب، بل التطوع بالوقت يمثل عاملاً هاماً، مثل المشاركة في زراعة الأشجار، أو تنظيف الشواطئ والمسطحات المائية من النفايات، أو التطوع في ملاجئ الحيوانات، والمشاركة في حملات إنقاذ الكائنات البرية.

ونقل موقع Mayo Clinic نتائج عدة أبحاث رصدت الفوائد التي تعود على الأفراد الذين يخصصون أوقاتاً للتطوع المجتمعي من بينها تراجع معدلات الإصابة بالاكتئاب، والقلق، وتعزيز المشاعر الإيجابية، وإيجاد معنى للحياة.