تشوهات قلوب الأطفال.. نبض غير منتظم تحت وطأة التغيرات المناخية


ماهيتاب رضوان
الخميس 24 اغسطس 2023 | 06:20 مساءً

لم تقتصر آثارها السلبية على الظواهر المتطرفة وندرة الغذاء فحسب، بل تسللت التغيرات المناخية لتصيب قلوب الأطفال بالتشوهات.

وتسبَّب تغير المناخ في ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكملها، حتى في الأماكن الشديدة البرودة، مثل القمم الجليدية القطبية، ليصبح الاحتباس الحراري تهديداً للطبيعة والبشر أيضاً.

ووفق دراسات علمية، قد يؤثر التعرض لمواد معينة في البيئة أثناء الحمل على صحة الجنين من جراء التعرض لدرجات حرارة عالية؛ ما يزيد خطر الإصابة بعيوب خلقية، ونقص الوزن عند الولادة، والإجهاض.

وكشفت دراسة نُشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن عددًا أكبر من الأطفال سيُولَدون على الأرجح بعيوب خلقية في القلب بين عامي 2025 و2035؛ بسبب تعرض أمهاتهم لدرجات حرارة أعلى بسبب تغير المناخ أثناء الحمل. وهذا ينطبق بوجه خاص على الحوامل خلال الربيع أو الصيف.

ورجحت الدراسة العلمية أن يؤدي تغير المناخ إلى ما يصل إلى 7000 حالة إضافية من عيوب القلب الخلقية في الولايات المتحدة على مدى 11 عاماً.

كما أظهرت دراسة مناخية جديدة أن منطقة الشرق الأوسط تزداد احتراراً مرتين أكثر من المعدل العالمي؛ ما قد يحمل آثاراً مدمرة على شعوبها واقتصاداتها.

ويواجه أكثر من 400 مليون شخص في المنطقة خطر التعرض لموجات الحرارة الشديدة، والجفاف لفترات طويلة، وارتفاع مستويات سطح البحر.

ووجدت الدراسة زيادة متوسطة قدرها 0,45 درجة مئوية لكل عقد في منطقة الشرق الأوسط والحوض الشرقي للبحر المتوسط، بناءً على بيانات جُمعت بين عامي 1981 و2019، عندما كان متوسط الزيادة العالمية 0,27 درجة لكل عقد.

ولد طفل واحد من كل 4 أطفال مصابًا بعيب في القلب (نحو 25%)، ويعاني من أمراض الشرايين التاجية، كما يوجد 12 مليوناً يعانون من أمراض القلب الخلقية في جميع أنحاء العالم

أجيال ضعيفة

وأفاد بحث علمي عام 2020 لـ68 دراسة، ضمَّ 34 مليون ولادة، بوجود ثمة ارتباط بين تلوث الهواء والحرارة وبين ارتفاع مخاطر الولادة المبكرة وانخفاض وزن الأجنة عند الولادة.

وقال بروس بكار مؤلف كتاب المراجعة وطبيب التوليد المتقاعد: "لدينا بالفعل أجيال ضعيفة منذ ولادتها".

ويولد طفل واحد من كل 4 أطفال مصابًا بعيب في القلب (نحو 25%)، ويعاني من أمراض الشرايين التاجية، كما يوجد 12 مليوناً يعانون من أمراض القلب الخلقية في جميع أنحاء العالم.

مكن لبعض المواد الكيميائية أن تنتشر في دم الأم وتمر عبر المشيمة، وتصل إلى الجنين النامي، كما يمكن أن تؤثر العوامل الضارة الأخرى على الصحة العامة للمرأة وتقلل من إيصال العناصر الغذائية إلى الطفل

الحرارة تهدد المواليد

وتعد أمراض الشرايين التاجية هي السبب الأكثر شيوعًا لوفاة الأطفال الرضع بسبب العيوب الخلقية؛ حيث يُهدَّد نحو 25% من الأطفال المولودين بأمراض القلب التاجية المعقدة بعدم رؤية عيد ميلادهم الأول.

ويولد كل عام ما يقرب من 40.000 طفل في الولايات المتحدة مصابين بعيب خلقي في القلب، وهذا يعادل طفلاً واحداً كل 15 دقيقة.

ويؤثر تغير المناخ بشكل خطير على وصول الأطفال إلى الصحة والغذاء والماء والهواء النظيف والتعليم. ويؤدي العدد المتزايد من الظواهر الجوية القاسية على مستوى العالم إلى تعريض حياة المزيد من الأطفال للخطر كل عام، كما تُودي العوامل البيئية بحياة 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة.

ويعتقد أن معظم أمراض الشرايين التاجية ناتجة عن مجموعة من الجينات وعوامل الخطر الأخرى، مثل التعرض البيئي، وحالات الأم؛ لأن القلب يتشكل في وقت مبكر من الحمل؛ فقد يحدث الضرر قبل أن تعرف معظم النساء أنهن حوامل.

وتشمل الآثار البيئية التي قد تكون مرتبطة بخطر الإصابة، أمراض القلب التاجية، والنظام الغذائي للأم، وبعض المواد الكيميائية والأدوية وسمنة الأم أو التدخين وغيرها.

ويمكن لبعض المواد الكيميائية أن تنتشر في دم الأم وتمر عبر المشيمة، وتصل إلى الجنين النامي، كما يمكن أن تؤثر العوامل الضارة الأخرى على الصحة العامة للمرأة وتقلل من إيصال العناصر الغذائية إلى الطفل.

عندما تشتد درجة الحرارة وتجعل جسم المرأة الحامل مرتفعة لفترة طويلة، فقد يتسبب ذلك في حدوث تشوهات خلقية في الجنين.