بطلاء الأرصفة وتكييف الممرات.. أبرز التقنيات لمواجهة موجات الحرارة


إسراء محمد
الخميس 24 اغسطس 2023 | 04:48 مساءً
الأرصفة الباردة تواجه ارتفاع درجة الحرارة
الأرصفة الباردة تواجه ارتفاع درجة الحرارة

بالأمس القريب كان التوجه إلى الشواطئ والمتنزهات حلاً سحرياً للتغلب على ارتفاع درجات الحرارة، لكن الآن أصبحت الأجواء خارج المنزل غير محتملة بفعل ظاهرة الاحترار غير المسبوقة التي يشهدها العالم.

وبات التفكير في ابتكارات فعالة وتقنيات مؤثرة هو الحل لمواجهة الموجات الحارة التي تسللت إلى كافة تفاصيل الحياة وأصابت معظم الكائنات الحية بإجهاد شديد.

الأرصفة الباردة تواجه ارتفاع درجة الحرارة

أكثر بياضاً

في عام 2020، كشف الدكتور شيولين روان وفريقه عن تقنية جديدة يمكن أن تساعد في التغلب على درجات الحرارة المرتفعة، وهي نوع من الطلاء الأبيض يعمل بفاعلية على عكس أشعة الشمس بنسبة 95%، وبعد عدة أشهر أعلنوا تطوير الابتكار ليكون أكثر فاعليةً، وزادت نسبة الانعكاس لتصل إلى 98%، نقلاً عن "New York Magazine".

بالمقارنة مع أجهزة تكييف الهواء، أكد روان أن استخدام الطلاء السحري لا يحتاج إلى طاقة، ولا يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الهواء الخارجي، كما أنه يعمل تحت تأثير أشعة الشمس الحارقة، ويتميز بقدرة هائلة على خفض درجة حرارة المباني بفارق 8 درجات نهاراً، و19 درجة ليلاً.

ووفق ما رأه روان، فإن فاعلية الطلاء "الأكثر بياضاً" في العالم دفعت مصنعي الملابس والأحذية والشاحنات إلى طلب الحصول عليه واستخدامه.

وشهدت المدينة الأمريكية سان أنطونيو (وسط جنوب) ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة؛ لذا قام طاقم المدينة بتطبيق طلاءات فاتحة اللون على الأرصفة بطول ألف قدم عبر طرق المدينة

واقي الشمس

ربما لن ينسى البشر بالطبع صيف 2023؛ بسبب ارتفاع معدلات الاحترار العالمي، وهي المعاناة التي سادت داخل المنازل وخارجها؛ لذا كان لا بد من البحث عن حلول سريعة لإنقاذ الموقف؛ الأمر الذي دفع بعض الدول العربية والعالمية إلى تطبيق فكرة "واقي الشمس" على الأرصفة.

وطبَّقت عدة مدن بالولايات المتحدة تقنيات حديثة تتمثل في طلاء الأرصفة بألوان فاتحة، وتُعرف باسم "الأرصفة الباردة"؛ إذ تعمل على امتصاص كميات أقل من الأشعة الشمسية، وتتميز المواد المصنعة منها بقدرتها على عكس الأشعة، ومن ثم تكون درجة حرارتها أقل من الأرصفة التقليدية، نقلاً عن موقع "The Globe and Mail".

الأرصفة الباردة تواجه ارتفاع درجة الحرارةوشهدت المدينة الأمريكية سان أنطونيو (وسط جنوب) ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة؛ لذا قام طاقم المدينة بتطبيق طلاءات فاتحة اللون على الأرصفة بطول ألف قدم عبر طرق المدينة.

ويجري تحضير "الأرصفة الباردة" من خلال استخدام الكيمياء الضوئية لإنشاء طرق رمادية. ونظراً إلى أن الأسطح المرصوفة تغطي نحو 40% من المناطق الحضرية في العديد من المدن الأمريكية، فإن استخدام هذا الطلاء سيقلل من درجة حرارة الأسطح بمقدار يتراوح بين 5 درجات و14 درجة مئوية.

وبجانب قدرة الأرصفة على تخفيض الحرارة بوجه عام، تعمل الطلاءات الفاتحة على إطالة العمر الافتراضي للطرق، وتقلل احتمالية انهيارها.

وتعد لوس أنجلوس من المدن التي تنوي أن تسير على هذا النهج؛ فهي تأمل أن يكون لديها ما يقرب من 300 كيلومتر من الأرصفة الباردة بحلول 2028.

لكن الفكرة لم تَخْلُ من العيوب؛ إذ كشفت دراسة أجريت عام 2012 أن الطاقة الشمسية التي تعكسها الأرصفة، قد تجعل المشاة القريبين منها يشعرون بالحرارة، كما تزيد حاجة المباني المجاورة إلى التبريد بنسبة تصل إلى 11%.

الأرصفة الباردة تواجه ارتفاع درجة الحرارة

سعت دولة قطر إلى التغلب على ظاهرة الاحترار العالمي بإنشاء ممرات مشاة مكيفة الهواء، بجانب استخدام طلاء أزرق في الشارع؛ لخفض درجات حرارة الأسفلت بفارق 15–20 درجة

تجارب عربية

شهدت دولة الكويت هذا العام صيفاً حاراً وخانقاً؛ إذ بلغت درجة الحرارة على الأسفلت 67 درجة. وبدوره أعلن الرئيس التنفيذي لحاضنة «إيكو» للمشاريع البيئية والطاقة المتجددة جاسم العبوة، عن تلقي 30 مبادرة بيئية كويتية يجري دراستها واختبارها، ومن ضمنها تنفيذ تقنية طلاء الأسفلت بمادة محددة لخفض درجة الحرارة بمقدار 8 درجات.

وكلما ارتفعت درجات الحرارة، انخفضت درجة حرارة الأسطح المطلية؛ الأمر الذي يمكن أن يفيد المشاريع البيئية، ويساهم في تخفيف الضغط الواقع على الكهرباء.

وبدأ تطبيق تقنيات الأرصفة الباردة في منطقة الخليج العربي، وأعلنت الهيئة العامة للطرق في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، عن بدء تجربة فنية تركز على تبريد الأسطح الأسفلتية؛ لكي تمتص كمية أقل من الإشعاع الشمسي، ويمكنها أيضاً خفض درجات حرارة الطريق بنحو 15 درجة مئوية.

الأرصفة الباردة تواجه ارتفاع درجة الحرارةلا تعمل هذه التقنية على توفير الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون فحسب، بل تعمل أيضًا على تحسين جودة الطرق وزيادة عمرها الافتراضي، بينما يمكن أن تصل درجة حرارتها إلى 70 درجة بدونها.

وجرى تفعيل هذه التقنية أثناء موسم الحج كجزء من مبادرة الطلاء لخفض درجة الحرارة، وشاركت إحدى شركات الدهانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط في تطبيق تقنية خفض درجة حرارة الأسطح الأسفلتية من خلال طلاء يعكس أشعة الشمس، نقلاً عن "Marcopolis".

فيما سعت دولة قطر إلى التغلب على ظاهرة الاحترار العالمي بإنشاء ممرات مشاة مكيفة الهواء، بجانب استخدام طلاء أزرق في الشارع؛ لخفض درجات حرارة الأسفلت بفارق 15–20 درجة.

وفي نوفمبر 2022، افتتحت قطر حديقة باسم "أم السنيم" في مدينة الريان (جنوب غرب الدوحة). وتتميز الحديقة بـ"أطول" ممشى مكيف الهواء في العالم؛ إذ يبلغ طوله 1143 متراً، وهو مصمم للتشجيع على ممارسة الأنشطة مثل الجري والمشي، بحسب موقع "Trends Mena".