على الطريقة البدوية.. كيف تختار ملابس صيفية تخفض درجة حرارة الجسم؟


فيروز ياسر
الاثنين 21 اغسطس 2023 | 10:37 مساءً

بعيداً عن تفضيلات ألوان وخامات الملابس، يستحوذ اختيار الثياب اليومية على جزء كبير من تفكير المواطنين لتخفيض درجات الحرارة المرتفعة التي كثيراً ما تُعرض الجسم لخطر الإصابة بالإجهاد الحراري والإعياء.

وقلبت الدراسات الحديثة الموازين فيما يخص الأقمشة والألوان المناسبة التي يجب التركيز عليها صيفاً للشعور بالراحة، ومواجهة ارتفاع درجات الحرارة، خاصة أن الاختيارات الخاطئة يمكن أن تزيد التعرق، وترفع درجة حرارة الجسم.

رغم امتصاص الجلباب البدوي الأسود، الحرارة بنحو ضعفين إلى ٣ أضعاف، فإن ارتفاع الحمل الحراري لتيارات الهواء، عند ارتداء الثياب الفضفاضة يحمل الحرارة بعيداً قبل أن تصل إلى الجلد

الأسود والأبيض

ووجد الباحثون أن ارتداء الملابس الملائمة يمكنها أن يزيد درجة تكيف الجسم مع الحرارة؛ ما يوفر كميات أكبر من الطاقة، ويقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وعلى مدى عقود، ساد اعتقاد بأن الألوان الفاتحة من الملابس، وتحديداً الأبيض، تعكس أشعة الشمس أكثر من الأسود، لكن الدراسات كشفت عن نظريات أخرى تشير إلى أن خامة الملابس من شأنها أن تلعب دوراً في نسبة الشعور بالحرارة.

وفي عام 1980، سلطت الدراسات الضوء على سبب ارتداء البدو في المناطق الصحراوية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ملابس ذات لون أسود بجانب اللون الأبيض؛ حيث استخدموا بالتجربة جهازاً مماثلاً تقريباً لضوء الشمس الطبيعي، ولاحظوا فروقاً بين اللونين جعلت الملابس السوداء متفوقة على البيضاء في امتصاص الحرارة.

فيما أشارت نتائج مجلة "نيتشر" العلمية إلى أنه رغم امتصاص الجلباب البدوي الأسود، الحرارة بنحو ضعفين إلى ٣ أضعاف، فإن ارتفاع الحمل الحراري لتيارات الهواء، عند ارتداء الثياب الفضفاضة يحمل الحرارة بعيداً قبل أن تصل إلى الجلد.

في الوقت نفسه، توصل الباحثون إلى تساوي درجة حرارة المجال الجوي بين الرداء والجلد مع درجة حرارة الهواء المحيط، سواء كانت الملابس التي يرتديها الشخص سوداء أو بيضاء اللون، لكن الحمل الحراري تحت الرداء الأسود يزيد الشعور بالراحة أكثر في الصيف.

بناءً على ذلك، فإن مدى ملاءمة الملابس أكثر أهميةً من لونها. ليس هذا فقط؛ بل اختيار نسيج الملابس له دور في شعورك بالحرارة أو البرودة؛ فلا بد من التركيز على أقمشة تساعد على امتصاص العرق ومرور بخار الماء.

رغم أن القطن والكتان والنايلون والبوليستر أقمشة مسامية تسمح للحرارة والعرق بالهروب بعيداً عن الجسم، فإنها مختلفة عن الأنواع التي تمتص العرق وتسحب الماء من الجسم بفاعلية كبيرة وتجف بسرعة

ألياف اصطناعية

وفق مصممة الأزياء هيذر نيوبيرجر، فإنك إذا قارنت بين ارتدائك ملابس مصنوعة من الجينز وأخرى من الشيفون فإن الخيار الثاني الأفضل؛ إذ يرفع الجينز من درجة حرارة الجسم.

أما عندما يتعلق الأمر بالملاءمة، فإن الأقمشة المنسوجة الخفيفة الوزن، مثل القطن والحرير، أفضل من نظيرتها الثقيلة أو المطرزة، كما أن هناك أقمشة أخرى تعمل على امتصاص العرق وتبخيره بالهواء في الطقس الساخن.

غير أن ريت ألين أستاذ الفيزياء المشارك بجامعة جنوب شرق لويزيانا الأمريكية، أشار إلى أن الملابس القطنية في بعض الأحيان لا تساعد على تبخر العرق بشكل جيد.

رغم أن القطن والكتان والنايلون والبوليستر أقمشة مسامية تسمح للحرارة والعرق بالهروب بعيداً عن الجسم، فإنها مختلفة عن الأنواع التي تمتص العرق وتسحب الماء من الجسم بفاعلية كبيرة وتجف بسرعة.

ووفقاً لدراسة نشرها موقع "ساينس دايركت"، يميل النايلون والبوليستر إلى التعفن في الظروف الرطبة، كما أن الألياف الصناعية والنيوبرين تزيد التعرق بالجسم، لكن الملابس المصنوعة من الخيزران تخزن الحرارة في الجسم بقدر أقل.

طور العلماء في جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية أليافاً اصطناعية تغير استجابتها للظروف الخارجية؛ حيث تطرد الحرارة من الجسم في الطقس الحار عن طريق تغيير المسافة بين الألياف، فيسمح هذا التباعد للمنسوجات بتبريد جسم الإنسان.

واقترح أستاذ الفيزياء ألين أفضل طريقة للبقاء بارداً في الحرارة، وتنطوي على رش القليل من الماء على الملابس؛ حيث يحتاج الماء إلى طاقة حرارية كتلك الطاقة الخارجة من الجسم؛ ما يعمل على تبريد بشرتك وتخفيض شعورك بالحرارة.

اختيار ملابسك في الصيف ليس سهلاً، ولا يقتصر على لون محدد يساعدك على الشعور بالبرودة في الحر، بل عليك اختيار الأقمشة الملائمة وحتى رش الماء لخفض درجة حرارة جسمك في كثير من الأحيان.