تحقيق صفر انبعاثات بكافة القطاعات لمجابهة التغيرات المناخية.. هدف تسعى كافة القطاعات إلى بلوغه وسط عاصفة التغير المناخي العاتية، ومنها صناعة الطيران التي يكثف العاملون بها جهودهم لابتكار وسائل تعتمد على الكهرباء بدلاً من الوقود الأحفوري، وتخفف حدة الازدحام وتحقق الاستدامة.
ومن هنا يبرز مستقبل الطيران في سيارات الأجرة الطائرة، التي تعد طفرة يجب تسليط الضوء عليها لمعرفة ما توصلت إليه الدول وتوقيت انتشارها.
تعتبر سيارات الأجرة الطائرة نوعاً من الطائرات بدون طيار، ومصممة خصيصاً لنقل الأشخاص من مكان إلى آخر للسفر داخل وبين المناطق الحضرية، وربما يكون الأمر الآن أشبه بالخيال بالنسبة إليك، لكن في وقت قريب سيصبح المشهد مألوفاً في سماء مدينتك؛ حيث اتخذت كبرى الشركات خطوات لتطوير هذه المركبات المبتكرة لبدء حقبة جديدة من التنقل الحضري.
رحلة تجريبية ناجحة بالسعودية
أعلنت شركتا نيوم وفولو كوبتر عن استكمالهما بنجاح سلسلة تجارب رحلات المركبات الكهربائية العمودية "التاكسي الجوي"؛ وذلك للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية، بعد حصولها على تصريح خاص بالطيران.
امتدت سلسلة التجارب على مدار أسبوعٍ كامل، بعد فترة التعاون لمدة 18 شهراً بين كل من نيوم والهيئة العامة للطيران المدني وشركة فولوكوبتر، بهدف بناء منظومة لحركة التنقل الجوي الحضري الكهربائي الخالي من الانبعاثات، واختبارها في نيوم؛ حيث عملت جميع الأطراف على استكمال الإجراءات المطلوبة لضمان أعلى معايير السلامة خلال فترة التجارب؛ وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
ركزت الرحلات التجريبية على مواكبة أداء مركبات "فولوكوبتر" للأجواء المحلية في المملكة، والظروف المناخية المختلفة، وكذلك على مدى اندماجها وتكاملها مع النظام المحلي لحركة مرور الطائرات بدون طيار.
خطوات سريعة للإمارات نحو "التاكسي الطائر"
أعلن رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة محمد بن راشد آل مكتوم الموافقة على تصاميم محطات التاكسي الجوي الجديدة في جميع أنحاء المدينة، تجديداً لالتزام دبي ببرنامج التاكسي الطائر الذي تم الترويج له لأول مرة منذ عام 2017.
ونشر حاكم إمارة دبي فيديو ترويجياً على صفحته الرسمية بـ"تويتر" لسيارة أجرة كهربائية من إنتاج شركة جوبي للطيران "Joby Aviation" الأمريكية، يكشف عن ميزات سيارة الأجرة الجديدة.
يمكن للتاكسي الطائر أن يقل طياراً واحداً وأربعة ركاب، كما أن السرعة القصوى له 300 كم في الساعة، وهناك 4 مواقع مبدئية للمحطات في المرحلة الأولى للإطلاق، تشمل: قرب مطار دبي الدولي، وداون تاون، ونخلة جميرا، ودبي مارينا؛ حيث سيتم إطلاق خدمة مشاركة الرحلات الجوية بحلول عام 2026.
لمواجهة هذا التحدي يجب أن تكون سيارات الأجرة قادرة على تحمل هبوب الرياح، وفقاً لما قاله عبد الغني محمد مهندس الطيران الذي يعمل مع فريقه في معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا بأستراليا بعد نشر نتائج الدراسة.
مصير سيارات الأجرة الطائرة بأوروبا
شركة جوبي للطيران حصلت على موافقة إدارة الطيران الفيدرالية لتوسيع الاختبارات على سيارات الأجرة الطائرة القادمة من خط إنتاجها؛ حيث تهدف الشركة إلى إنشاء فئة جديدة من سيارات الأجرة الجوية الصغيرة التي تعمل بالطاقة الكهربائية هذا العام، والمصممة لتخفيف الزحام المروري بجميع أنحاء المدن الأمريكية، مع بدء الرحلات الجوية التجارية في عام 2025؛ وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".
تحديات تواجه التاكسي الطائر
تضع بعض الدول الآن حجر الأساس لتشغيل السيارات الكهربائية الجوية، ورغم ذلك كشفت بعض الدراسات العلمية تحديات تواجه "التاكسي الطائر"، مثل هبوب الرياح؛ حيث يتعلق الأمر بالسلامة وتزعزع استقرار الطائرات.
لمواجهة هذا التحدي يجب أن تكون سيارات الأجرة قادرة على تحمل هبوب الرياح، وفقاً لما قاله عبد الغني محمد مهندس الطيران الذي يعمل مع فريقه في معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا بأستراليا بعد نشر نتائج الدراسة.
أوضح محمد أن الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، معرضة لخطر هبوب الرياح؛ لأنها تهبط وتقلع بسرعة منخفضة. وكشفت الأبحاث أن هبوب الرياح المفاجئ حول مباني المدينة، يمثل تحدياً كبيراً لسلامة سيارات الأجرة الجوية والطائرات بدون طيار؛ فكل ذلك يمكن أن يحدث في أقل من ثانية.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن "التاكسي الطائر" في المدن بحاجة إلى مزيد من الطاقة أثناء الإقلاع والهبوط، بالإضافة إلى محركات قوية يمكنها تغيير قوة الدفع التي تولدها المراوح بسرعة لإجبار السيارة على العودة إلى مسارها بسرعة، وهي عملية تتطلب مزيداً من الطاقة.
تحديد المناطق الخطرة لتجنبها يزيد من السلامة وقت إقلاع وهبوط سيارات الأجرة، كما ستقلل من توقفها بسبب ظروف الرياح أو حدوث حوادث.
لا تزال أستراليا في طور تحديد إذا ما كانت هيئة سلامة الطيران المدني أو مكتب الأرصاد الجوية ستتعامل مع اعتبارات السلامة والطقس هذه، وما هو واضح الآن أن الطائرات بحاجة إلى معلومات عن الطقس بدقة أعلى بكثير، ومعدلات أسرع مما هو متاح حالياً لتخطيط الرحلة؛ وذلك وفقاً لما ذكره موقع Earth.com.
لا يدرس الفريق هبوب الرياح حول المباني وحساسية المركبات للرياح والاضطرابات فقط، بل يبحثون أيضاً في أشكال المباني المختلفة التي يمكن أن تقلل من الآثار الضارة، وتطوير تقنيات استقرار الطيران.