فكرة الاستدامة في رمضان مازالت حديثة العهد عربياً، لكن بالنظر إلى المسلمين الموجودين في الدول الأوروبية فإن حملات التوعية بدأت منذ سنين بشأن تقليل إهدار الطعام وخفض استهلاك المواد البلاستيكية لتحقيق أهداف المناخ والاستدامة.
أطباق نباتية على مائدة إفطار مسلمي لندن
منذ سنوات جلس المسلمون على مائدة إفطار رمضان في لندن يتناولون نبات "القراص" وشوربة الخضروات المصنوعة محلياً، لأول مرة وذلك بدلاً من الحصول على أطباق من اللحوم الثقيلة ومنتجات الألبان غير الصديقة للبيئة.
لم يكن هناك وجود للملاعق البلاستيكية والأطباق التي تستخدم لمرة واحدة، حيث كشف منظمو الإفطار عن أنهم أرادوا وضع إفطار لا يحتوي على أي وسائل أو منتجات بصمتها الكربونية عالية وليست في صالح المناخ، وذلك وفقا لما ذكرته لمنظمة "المنتدى الاقتصادي العالمي".
وحثت مؤسسة "طومسون رويترز" الخيرية المسلمين على إحضار أدوات المائدة غير البلاستيكية، كما قدمت المؤسسة دورسا في الاهتمام بالبيئة عن طريق جمع بذور التمور بعد تناولها وإعادة زراعتها أو تحويلها إلى سماد.
شهد المشروع دروساً توعوية تساعد المشاركين بالإفطار على الحد من هدر الطعام، حيث تتسرب البقايا والأطباق البلاستيكية على النفايات وتتراكم لتضر بالبيئة
تتجه المساجد والمراكز الإسلامية في ولاية "مينيسوتا" بشكل متزايد إلى الحد الأدنى من النفايات خلال شهر رمضان
ممارسات خضراء للمسلمين في أمريكا
يهدر المستهلكون الأمريكيون أكثر من ثلث الطعام، الذي يشكل 22% من النفايات المرسلة إلى مكبات النفايات وفقاً لإحصائية سابقة، وذلك حسبما ذكر موقع "Telegram& Gazette".
المسلمون شكلوا فرقاً خضراء وتبنوا عادات صديقة للبيئة في تناول الطعام، فعلى سبيل المثال اعتادت النساء في مطبخ "نادي المركز الإسلامي" بولاية "مينيسوتا" على غسل أطباق وأدوات المائدة المستخدمة على مائدة الإفطار؛ لاستخدامها في إفطار اليوم التالي.
بعد اعتياد الناس على استهلاك الأطباق البلاستيكية أو الورقية ذات الاستخدام الواحد على مائدة الإفطار، فإنهم توقفوا عن هذه العادة بداية من 2019 لتقليل النفايات البلاستيكية.
تتجه المساجد والمراكز الإسلامية في ولاية "مينيسوتا" بشكل متزايد إلى الحد الأدنى من النفايات خلال شهر رمضان، كما يبتكر منظمو وجبات الإفطار في جميع أنحاء الولاية طرقًا لضمان عدم وجود أكياس قمامة فائضة أو أكوام من الزجاجات البلاستيكية أو أطعمة غير مأكولة.
كما أطلقت بعض المطاعم مبادرات رمضانية خضراء، من بينها مطعم هندي في الولاية يستخدم أطباق قابلة للتسميد ويعمل على إعادة تدوير زيت الطهي.
حملات ضد البلاستيك في المملكة المتحدة
استخدام 13 مليار زجاجة بلاستيكية سنويا بالمملكة المتحدة، منها 7.7 مليار زجاجة مياه تم توزيع أغلبها على المنازل والمساجد خلال إفطار شهر رمضان.
تعاون مشترك جمع نسيم تالوكدار، مؤسس مشروع "ضد البلاستيك" مع منظمة "بريستول" الإسلامية لمكافحة النفايات البلاستيكية وجعل رمضان صديق للبيئة في عام 2022، حيث قال إنه أول خطوة هي التخلص من البلاستيك بالمساجد والمنازل، مع استخدام الزجاجات القابلة لإعادة الاستخدام، وذلك حسبما ذكر موقع " Bristol News".
المسلمون في الغرب ركزوا على تغيير عاداتهم وممارستهم للحفاظ على البيئة والحد من التغيرات المناخية، فاجعل رمضان 2023 فرصتك لتبني عادات خضراء أكثر صحة لنفسك ولبيئتك.